كرّر أحمد الجربا تأييده المشاركة في «جنيف 2» طالباً استيضاح الموقف الروسي وتحديد سقف زمني للتفاوض مع دمشق. عجلة العملية السياسية التي عادت للدوران منذ زيارة رئيس «الائتلاف» إلى نيويورك تزامنت مع تطورات ميدانية في شمال سوريا، حيث اغتيل قيادي كردي ما دفع «وحدات الحماية الشعبية» لاعلان النفير العام في وجه التنظيمات الاسلامية.
وقال رئيس «الائتلاف» المعارض، أحمد الجربا، أمس، إنّه يؤيد المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» شريطة أنّ يكون التفاوض مع دمشق «محدّداً في الزمن».
وفي تصريحات لوكالة «فرانس برس» من الدوحة التي وصلها أمس، قال الجربا إنّ «القبول بالحضور في مؤتمر جنيف2 يستوجب توضيح بعض الأمور، ومنها الموقف الروسي». وأضاف «لا يعقل أن يستمر الأمر لثلاث سنوات مثلاً، فيما يواصل النظام قتل شعبنا في الداخل».
وتوقّع الجربا اعلان حكومة موقتة بعد أيام من عيد الفطر بحوالى عشرة أيام.
ويزور الجربا الدوحة لأول مرة منذ انتخابه، حيث من المتوقع أنه قابل مساء أمس الأمير القطري الجديد تميم بن حمد آل ثاني. وقال الجربا إنّه سيطلع القيادة القطرية «على مستجدات الملف السوري، خصوصاً أنّ قواعد اللعبة قد تغيّرت بدخول حزب الله وإيران على الميدان». وأضاف «سنطلب من حلفائنا في قطر دعماً ميدانياً وعسكرياً واغاثياً وسياسياً، خصوصاً أنّ قطر من الدول الرائدة في دعم الثورة السورية»، بحسب تعبيره. كما نفى أن يكون «رجل السعودية» كما يروج، مؤكداً أنّ «علاقات قوية عائلية وشخصية تربطني مع الأسرة الحاكمة في قطر ومع الأمير الوالد والأمير الجديد، ونفس الشيء بالنسبة للسعودية ولكل دول الخليج».
وشدّد الجربا على أنّ «ذهاب (الرئيس السوري) بشار الأسد أمر مفروغ منه بالنسبة لنا»، وأنّ «وزير الخارجية الاميركي (جون كيري) يقول إنّ هذه المفاوضات هي التي ستؤدي إلى ذلك».
في السياق،أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنّ التوجه نحو الحل السياسي للأزمة في سوريا هو المسار الأفضل، مشيرةً أن التخطيط متواصل لعقد مؤتمر «جنيف 2». وقالت المتحدثة باسم الوزارة، جنيفر بساكي، إنّ وزير الخارجية جون كيري «أكد مراراً عدم وجود حلّ عسكري في سوريا»، مؤكدة أنّه «كلما أسرعنا بالقيام بذلك واحضار الجانبين إلى طاولة المفاوضات فإنّ النقاش سيكون أفضل».
من ناحية أخرى، دعت «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى «النفير العام» في مواجهة التنظيمات الاسلامية اثر اغتيال المسؤول الكردي عيسى حسو في شمال شرق البلاد، حسبما جاء في بيان صادر عن هذه الوحدات.
ودعت «كل من هو قادر على حمل السلاح إلى الانخراط في صفوفها لحماية المناطق التي تخضع لسيطرتها من هجمات مقاتلي دولة العراق والشام الاسلامية وجبهة النصرة».
وتابع البيان «كما تبيّن بأن كتائب الجيش السوري الحر أوعزت إلى قواتها في جميع المناطق السورية بالتوجه إلى المناطق الكردية لمحاربة الشعب الكردي واختلاق فتنة طائفية». وتعتبر «الوحدات»، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي الذي يعتبر، بدوره، الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني.
وجاءت هذه الدعوة بعد ساعات على مقتل القيادي عيسى حسو، العضو في الهيئة الكردية العليا، بزرع عبوة ناسفة في سيارته في مدينة القامشلي.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّه يجب السماح للأكراد السوريين بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، والإعلان هناك عن تطلعاتهم والدفاع عنها في إطار عملية سياسية سورية شاملة، وذلك على أساس متساو مع غيرهم من القوى البارزة وجماعات المعارضة.
في سياق آخر، نفت دمشق أيّ اتهامات باطلاق النار على مسجد خالد بن الوليد في حمص. وقال وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، في مؤتمر صحافي، إنّ الدمار الذي لحق بالمسجد نتاج عمل تخريبي وفكر تكفيري تحريضي تجسّد في استهداف «المجموعات الارهابية المسلحة» للمعالم الدينية.
في هذا الوقت، بسط الجيش السوري، صباح أمس، سيطرته على منطقة المطاحن في مدينة حمص بعد يوم من «تحرير» حيّ الخالدية.
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري قوله إنّ «وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى منطقة المطاحن، الممتدة بين كراج حمص القديم وساقية الري بمدينة حمص».
في المقابل، استهدف مسلحو المعارضة بالقذائف مركزاً لإيواء النازحين داخل مدرسة في حيّ الدبلان في حمص.
إلى ذلك، أُعلنت أمس وفاة رئيس مجلس الشعب السوري الأسبق، عبد القادر قدورة. من ناحية أخرى، تفقّد الملك الأردني عبدالله الثاني، إحدى وحدات قوات حرس الحدود المرابطة على الحدود مع سوريا.
وذكر الديوان الملكي، في بيان، أنّ الملك «استمع إلى إيجاز عسكري قدمه قائد حرس الحدود، كما قدم قائد الوحدة إيجازاً تفصيلياً حول الواجبات المناطة بالوحدة».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)