أعلن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، أنه سيجري في الأيام المقبلة تغييراً حكومياً في محاولة لتجاوز الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد والتي تصاحبها أعمال عنف غير مسبوقة أدت مساء أول من أمس إلى اغتيال الناشط السياسي وليد العقوري أمام منزله في بنغازي، فيما نجا عقيد في البحرية من محاولة اغتيال في بنغازي أمس. وقال زيدان: «اليوم (أمس) حددنا شخصية لتولي حقيبة الدفاع وسنتقدم بقائمة وزراء للمؤتمر الوطني العام اليوم (أمس) أو غداً (اليوم)».
ولم يكشف زيدان، في مؤتمر صحافي، أمس أسماء الوزراء ولا الحقائب التي سيطاولها التغيير، علماً بأنه يشمل خصوصاً وزارة الدفاع التي شغرت في نهاية حزيران مع إقالة محمد البرغثي.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء إحياء جهاز المباحث العامة في محاولة للتصدي لأعمال العنف، وخصوصاً في شرق البلاد الذي شهد أخراً العديد من الهجمات والاغتيالات.
وكان رئيس المؤتمر الوطني العام (برلمان مؤقت) الليبي، نوري بوسهمين، قد أعلن أن كافة الخيارات مطروحة لتصحيح مسار الحكومة. وأوضح بوسهمين في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي عبر التلفزيون الوطني الرسمي، فجر الاثنين، أن «المؤتمر والحكومة الانتقالية في تدارس وتنسيق مستمر للحالة التي تعيشها البلاد، وأن كافة الخيارات مطروحة لتصحيح مسار الحكومة ووضعها أمام مسؤولياتها تجاه الأحداث التي تشهدها المدن الليبية».
واتهم بوسهمين، أتباع النظام السابق (معمر القذافي) بالضلوع في التفجيرات والاغتيالات التي شهدتها البلاد أخيراً، واصفاً إياهم «بالمجرمين» الذين يريدون الانقلاب على الثورة والدولة الجديدة.
وناشد كافة الثوار الذين شاركوا في إسقاط نظام العقيد معمر القذافي «حماية الثورة والوطن والشرعية المنتخبة ومؤسسات الدولة»، داعياً إلى «ضرورة المحافظة على المسار السلمي الديموقراطي، والمضي قدماً في خريطة الطريق والإعلان الدستوري»، ومشيراً إلى أن «محاولات الانقلاب على الشرعية المنتخبة، وقطع الطريق عليها ستؤدي إلى الفوضى والعنف».
وفي السياق، أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية كاملة المزيني مساء الأحد استقالتها من منصبها احتجاجاً على ازدياد عدد الاغتيالات في بنغازي. وأضافت المزيني «أن الحكومة الليبية والمؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) لم يقدما أي إمكانات لمدينة بنغازي التي تُعَدّ معقل الثورة التي أسقطت النظام السابق». وتابعت الوزيرة المستقيلة قائلة إن «ليبيا تحتاج إلى تصحيح مسارة ثورة فبراير واستقالتي جاءت رداً على سياسة الحكومة تجاه المدينة».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الغرفة الأمنية المشتركة لحماية بنغازي، محمد الحجازي، أن جندياً واحداً على الأقل قتل ليلة الأحد في اشتباك في مدينة بنغازي خلال اشتباكات اندلعت بين القوات الخاصة وجماعة مسلحة غير معروفة.
(الأناضول، أ ف ب)