تلقى المجتمع الدولي أنباء العنف الذي وقع فجر أول من أمس، عقب مليونية «تفويض الجيش»، وأدى إلى مقتل وجرح المئات من مناصري جماعة «الإخوان»، بقلق عارم، وسط مطالبات بضبط النفس واجراء تحقيق حول ما جرى، في وقت بدأت فيه الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، زيارة الى مصر. وأجرى المسؤولون الأميركيون وآشتون، اتصالات بالمستشار الرئاسي للشؤون الخارجية، محمد البرادعي، ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي، ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لبحث الأزمة المصرية. وبدأت أشتون مساء أمس زيارة إلى القاهرة للقاء المسؤولين في الادارة الانتقالية، بينهم الرئيس المؤقت، عدلي منصور، والبرادعي، كما تلتقي عدداً من القوى السياسية لبحث الأوضاع والتطورات على الساحة السياسية المصرية. وقبيل توجه أشتون للقاهرة، قالت المتحدثة باسمها «تتابع (آشتون) بقلق التطورات الاخيرة في مصر، وتأسف بشدة لازهاق ارواح خلال تظاهرات أمس، كما تدعو جميع الاطراف إلى الاحجام عن العنف واحترام مبادئ الاحتجاج السلمي واللا عنف». ومن واشنطن، طالب وزير الخارجية الاميركية جون كيري باجراء «تحقيق مستقل وحيادي» في ما حدث، مشددا على ان السلطات المصرية «لديها واجب اخلاقي وقانوني باحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير». واضاف ان «هذه لحظة محورية لمصر. قبل اكثر بقليل من عامين اندلعت ثورة وهي لم تنته بعد، لكن مصيرها سينطبع الى الابد بما يحصل حاليا». وأكد على «أهمية ان تكون هناك عملية سياسية للوصول في اقرب وقت ممكن الى حكومة منتخبة تعكس التعددية والتسامح. ان حوارا سياسيا ذا معنى تدعو اليه الحكومة الانتقالية بنفسها يجب ان يجري مع ممثلين عن كل اطياف المجتمع المصري». وقال إنه «كي يكون بالامكان حصول هذا الحوار، فإن الولايات المتحدة تجدد نداءها الى انهاء الاعتقالات السياسية واطلاق سراح مسؤولي الاحزاب السياسية وفقا لاحكام القانون». وأوضح أنه اجرى اتصالات مع مستشار الرئيس للشؤون الخارجية محمد البرادعي، ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي. كذلك عبر وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، عن قلقه، داعياً في اتصال هاتفي مع نظيره عبد الفتاح السيسي، إلى التحلي بضبط النفس .
بدوره، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن لندن «تدين استخدام القوة ضد المتظاهرين» في مصر، وتدعو «الفريقين الى وضع حد لاعمال العنف».
مواقف مماثلة صدرت من باريس، حيث دعت خارجيتها «كافة الاطراف، وخصوصا الجيش، الى التحلي باكبر قدر من ضبط النفس» في مصر، ومن برلين، حيث أكد بيان للخارجية على السلطات المصرية أن تسمح «بالتظاهرات السلمية، وأن تبذل كل ما في وسعها لتفادي التصعيد. إن مستقبل مصر لا يمكن صياغته الا عبر الحوار لا عبر العنف». في المقابل، هاجم رئيس الحكومة التركية، رجب طيب اردوغان الاتحاد الاوروبي وآخرين لعدم ادانتهم بقوة كافية قتل العشرات في القاهرة.
وقال اردوغان، في كلمة له امام مجموعة من رجال الاعمال في إسطنبول، «هؤلاء الذين لزموا الصمت عندما ذبحت الارادة الوطنية المصرية صمتوا مرة اخرى عندما قتل الناس. ما الذي حدث للاتحاد الاوروبي وللقيم الاوروبية؟ اين هؤلاء الذين يذهبون في كل مكان يعطون دروسا في الديموقراطية؟. اين الامم المتحدة؟». كذلك طالب الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، جموع المصريين «ممن يخشى الله» إلى أن يخرج إلى رابعة العدوية ويخرج أهله وأولاده. وقال «أدعو من عنده حرية في وزارة الظلمة إلى أن يستقيل منها، ويبرأ إلى الله من هؤلاء». كما دعا أفراد وجنود الشرطة والجيش إلى عدم قتل إخوانهم، «فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». وبعدما ندد «بالمجزرة التي ارتكبها الانقلاب»، أكد الداعية «أن المتظاهرين السلميين لن يخيفهم ما حدث»، وأنهم «رجال كعزائم الأسود لن يتواروا أبدا ولا يهمهم أن يموتوا».