اتهمت مصر رسمياً، عبر وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، حركة «حماس»، بالتورط في اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات، في حزيران الماضي، فيما نقلت مصادر لـ«الأخبار» ما قيل إنه تفاصيل العملية واعترافات المتهمين التي تم تسجيلها، وحالياً تستعد «الداخلية» لإرسال قائمة بأسماء قيادات إخوانية وأعضاء في «حماس» إلى «الأنتربول» من أجل ملاحقتهم.وأعلن عبد الغفار، يوم أمس، تورط «حماس» في اغتيال بركات، باستهداف موكبه بسيارة مفخخة، قائلاً إن المتهمين اعترفوا بتدريبهم على يد الحركة وعبورهم إلى قطاع غزة عبر الأنفاق وتلقيهم تدريبات. وقال في مؤتمر صحافي إن الأجهزة الأمنية «أحبطت مخططاً لاستهداف عدد من الشخصيات المهمة»، مشيراً إلى أنهم نجحوا في القبض على 14 متهماً «من المتورطين بقضية اغتيال بركات... كانوا يتلقون توجيهات من القيادي الإخواني الهارب في تركيا يحيى موسى، بالإضافة إلى عناصر استخبارية في حماس».
أما المصادر الأمنية، فقالت لـ«الأخبار»، إن المخططات التي أحبطتها الداخلية كانت تستهدف عدداً من الوزراء الذين لديهم حراسة محدودة، وذلك بعدما «تمكنت العناصر الإخوانية من رصد منازل الوزراء والأماكن التي يترددون إليها، بالإضافة إلى مواعيد مغادرتهم»، مستدركة: «تعثر استهداف بعض الشخصيات بسبب تأخر وصول القنابل التي كانت ستستخدم في العمليات».
وأضافت تلك المصادر: «أجهزة وزارة الداخلية (المصرية) تعاونت مع الجهات الأمنية الفلسطينية التي قدمت المعلومات المطلوبة عن قيادات حماس التي أقر المتهمون بأسمائهم. كما تواصلنا مع القيادي محمد دحلان الذي التقى مسؤولين أمنيين مصريين يتابعون القضية، لأكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية».
وقررت «الداخلية» فور إتمام التحقيقات إرسال «نشرة حمراء» إلى «الأنتربول» من أجل ملاحقة المتهمين الهاربين من قيادات «حماس» أو «جماعة الإخوان المسلمين»، بناء على اعترافات المتهمين والنتائج التي توصلت إليها التحريات خلال الشهور التسعة الماضية.
بالعودة إلى تفاصيل القضية، فإن المتهمين وغالبيتهم طلبة في جامعة الأزهر أقروا بالانضمام إلى «الإخوان»، ومعظمهم من محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي. كذلك أقروا بأنهم راقبوا تحركات موكب النائب العام قبل أسبوعين من العملية التي كان مخططاً تنفيذها قبل موعدها بيوم، لكن تغيير خط سير الموكب جعلهم يؤجلون التنفيذ حتى اليوم التالي مع الإبقاء على السيارة التي تم وضع برميل المتفجرات فيها.
وبينت الاعترافات المنقولة أن المتهمين قالوا إنهم انقسموا إلى عدة مجموعات؛ منها للرصد وأخرى للمراقبة وثالثة مهمتها التنفيذ، والأخيرة كانت على بعد أقل من 50 متراً من مكان التنفيذ، وغادرت بعد التأكد من تفجير السيارة، ثم تنوعت عملياتهم بين استهداف أبراج الكهرباء والضغط العالي. وبالنسبة إلى «حماس»، أقروا بأنهم تلقوا تدريبات في غزة لمدة ستة أسابيع وكان وسطاؤهم في السفر قيادات إخوانية تعاملوا معهم بأسماء حركية، كما أن كلاً منهم صار لديه اسم حركي في الاتصالات الهاتفية والإلكترونية مع تركيا، فضلاً عن التواصل مع قيادي في «حماس» اسمه الحركي «أبو عمر».
إلى ذلك، لا تزال «الداخلية» تجري تحقيقاتها في حادثة مصرع الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، ولم تتوصل إلى نتيجة نهائية حول ملابسات وفاته، لكنها استبعدت فرضية احتجازه لدى الشرطة. كذلك نقل مصدر أمني أن «المعلومات التي تم التوصل إليها لم تقد إلى نتيجة نهائية وتم تسليمها إلى الجانب الايطالي». وأضاف: «الفريق الأمني الإيطالي يتابع مع مسؤولي الوزارة التحقيقات، والقضية على رأس أولويات قطاع الأمن الوطني».