حذّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، اللواء أفيف كوخافي، من التطورات التي تشهدها الحرب الدائرة في سوريا، وتحول هذا البلد إلى مركز لانتشار وسيطرة تنظيم «القاعدة» وفروعه، معبراً عن خشيته من تأثير «التمركز الإسلامي» في هذا البلد سلباً على إسرائيل ودول مجاورة لها في المنطقة. جاءت أقوال كوخافي في أول إطلالة إعلامية بعد «زيارة عمل» قام بها أخيراً للولايات المتحدة، التقى خلالها نظرائه في أجهزة الاستخبارات الأميركية. وبحسب وسائل الإعلام العبرية، ركزت لقاءات كوخافي على الأوضاع في المنطقة وخاصة في سوريا، وعلى تبادل المعلومات الاستخبارية حولها وتنسيقها، مع بحث سبل تنسيق المواقف حيال السيناريوات المتعددة للحرب في سوريا، ومن بينها سيناريو تفكيك هذه الدولة.
وقال كوخافي، في مراسم تخريج دورة جديدة لضباط استخباريين، إنّ «سوريا تشكّل نموذجاً مقلقاً للغاية، حيث يتشكل أمام أعيننا وعلى عتبة أبوابنا، مركز للجهاد العالمي على نطاق واسع، إذ إن الساحة السورية تستقطب في هذه الأيام الآلاف من نشطاء الجهاد العالمي وأصوليين إسلاميين من دول المنطقة ومن العالم أجمع، وقد باتت سوريا مرتعاً لهذه العناصر المتطرفة، التي لا تسعى فقط إلى إطاحة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، بل إلى إقامة دولة الشريعة الإسلامية».
وكشف كوخافي أن التقديرات الاستخبارية في إسرائيل، تتوقع أن «لا يقتصر تأثير التمركز الإسلامي في سوريا على سوريا نفسها، بل يمتد إلى الحدود الإسرائيلية، وأيضاً إلى لبنان والأردن وشبه جزيرة سيناء». مع ذلك لمّح إلى أنّ «رياح التغيير التي تهب في المنطقة، قد تحمل فرصاً جديدة وبشائر على المدى البعيد، لكن على المدى القصير، تتزايد المخاطر، وفي جزء من المنطقة تختبئ بذور تهديدات جديدة».
من جهتها، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن محافل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تأكيدها أنّ «الانتصارات الموضعية» للرئيس السوري بشار الأسد في الفترة الأخيرة، لا تعني أنّ الحرب الأهلية في سوريا باتت قريبة الانتهاء، بل هي بعيدة عن الحسم. وأشارت إلى أنّ «أجزاءً واسعة من سوريا، بما يشمل مدناً رئيسية مثل حماه وحمص، لا يزال المسلحون يسيطرون على مناطق فيها، وهؤلاء يتشكلون من مجموعات وجيوش صغيرة، مدنيين مسلحين، منشقين عن الجيش السوري ومخربين متطرفين، تدفقوا إلى الساحة السورية من العراق وأفغانستان».
مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية، أكد أنّ القتال تجدّد في الأسبوع الماضي على الحدود مع سوريا في الجولان، بعد أن تمركز المئات من الجهاد العالمي في تلك المنطقة، و«عاين جنود الجيش الإسرائيلي بعضاً من الجهاديين» على نحو مباشر خلال المعارك التي احتدمت هناك، مشيراً إلى أنّ «المؤسسة الأمنية في إسرائيل، تخشى من عملية تسلل يقوم بها مسلحون من بعض القرى السورية المتخامة للسياج الحدودي»، علماً أنّ الشهر المقبل سيشهد، كما يشير المراسل، إلى انتهاء الأعمال الجارية على تحسين العوائق والحواجز القائمة حالياً في معظم المقاطع على امتداد الحدود مع الجانب السوري.
(الأخبار)