انتظر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي يجري زيارة هي الخامسة له الى المنطقة في إطار جهوده لاستنئناف مفاوضات السلام، اجتماع منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كان يفترض أن يردّ على مطالب كيري التي عرضها على الرئيس محمود عباس خلال لقائه إياه على مدى اليومين الماضيين في عمان. مع ذلك، غادر كيري الى بلاده خاوي اليدين، بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه لن يعلَن استئناف المفاوضات. وكان يُفترض أن يعود كيري أدراجه الى بلاده أمس، غير أن مسؤولا في وزارة الخارجية الأميركية قال للصحافيين المرافقين للوزير في جولته إن «كيري سيبقى في عمان اليوم (أمس) ليقرر إذا ما كان هناك عمل إضافي يتطلب وجوده قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة».
وكان يتوقع أن يكون تأجيل كيري لسفره سببه نيته الإعلان عن استئناف المفاوضات، إلّا أن المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون بساكي، بدد كل الأجواء الايجابية، معلناً عدم وجود خطط في المرحلة الحالية، للاعلان عن استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.
واجتمع الرئيس الفلسطيني مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، ليطلعها على نتائج جولتي المحادثات المكثفة التي عقدها مع كيري في العاصمة الأردنية يومي الثلاثاء والأربعاء، لبحث إمكان استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل بعد تجميدها منذ نحو ثلاث سنوات. وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية «نحن بانتظار الاستماع من الرئيس لما قدمه وزير الخارجية جون كيري من أفكار».
وأضاف «سيكون هناك نقاش حول هذه الأفكار، وكل واحد سيعطي رأيه، وفي النهاية القرار سيكون حول التوجه العام».
بدوره، قال امين سر المجلس الثوري للحركة، امين مقبول، إن «اللجنة المركزية تشترط عدة مسائل للعودة الى المفاوضات، أبرزها ان يعلن كيري انه يدعو إلى المفاوضات على اساس مبدأ الدولتين على حدود عام 1967».
كذلك ذكر مسؤول في منظمة التحرير رفض الكشف عن هويته أن القيادة الفلسطينية تعتزم ان تطرح للتصويت مقترح كيري بشأن العودة الى المفاوضات مع اسرائيل بدون تجميد كامل للاستيطان، وهو مطلب رئيسي للجانب الفلسطيني.
وقال ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة «فتح» تجتمعان بصورة منفصلة للتصويت على «خطة كيري وابرز مقترحاتها استئناف المفاوضات دون وقف او تجميد الاستيطان». واشار المسؤول الى أن الخطة «تنص على استئناف المفاوضات وفق رؤية الرئيس باراك اوباما التي اعلنها في خطابه امام الكونغرس عام 2011، والتي دعا فيها الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967».
واضاف «يوجد نص في الخطة يشير الى حق كل طرف بالتحفظ على بعض نقاط الخلاف، حيث سيتحفظ (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو على دولة على حدود عام 1967، فيما سيتحفظ الفلسطينيون على يهودية الدولة».
وفي ما يتعلق بالاستيطان، اوضح المسؤول «يوجد مصطلح جديد وهو ضبط النفس في البناء الاستيطاني في الضفة الغربية دون التجمعات الاستيطانية الثلاث الكبرى في ارييل وغوش عتصيون ومعاليه ادوميم والقدس الشرقية».
واكمل «الفلسطينيون يقترحون مواصلة التوجه الى المنظمات الدولية والحصول على عضويتها اذا استمر الاستيطان، بما فيه التوقيع على اتفاقية جنيف الرابعة» حول حماية المدنيين، التي تمنع الاستيطان في الاراضي المحتلة.
من جهته، دعا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الاتحاد الأوروبي إلى تأجيل الموافقة على مبادرة تستثني الأراضي المحتلة من اتفاقات التعاون مع إسرائيل. ونقل مكتب بيريز قوله في بيان له «الأيام القادمة حاسمة، انتظروا مع قراركم وأعطوا الأولوية للسلام». وأشار بيريز إلى أن هنالك بوادر للتقدم في جهود كيري الدبلوماسية. وقال «بحسب آخر المعلومات التي حصلت عليها، فان كيري نجح في تقديم فرص إعادة استئناف مفاوضات السلام»، موضحاً «نحن على مسافة قريبة». وقال مكتب الاتحاد الأوروبي في إسرائيل إن كيري وبيريز ونتنياهو اتصلوا برئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو للحديث عن هذه المبادرة. وأشار إلى أن الاتحاد مستعد للتفاوض مع إسرائيل حول تطبيق الإرشادات التي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من الأول من كانون الثاني العام المقبل. بالتزامن مع ذلك، أعلن مكتب نتنياهو، عن عدم موافقته على اجراء مفاوضات على أساس حدود عام 1967. وجاء هذا الاعلان بعدما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول اسرائيلي رفيع، قوله ان تل ابيب وافقت على استئناف المفاوضات مع السلطة استنادا الى حدود عام 1967 واتفاق تبادل الاراضي، في مقابل اعتراف فلسطيني باسرائيل كدولة يهودية، واضاف التقرير أنه يفترض بأن يعلن كيري استئناف المفاوضات.
(الأخبار)