نيويورك | كل طرف ينتظر أن يصرخ الطرف الآخر معلناً العجز عن تحمل نيران الأزمة السورية التي تزداد استعاراً. ويأتي دور مجلس الأمن الدولي لا لتخليص سوريا مما وصلت إليه، بل لاستخدامه منبراً للضغط على الطرف الآخر لكي يفوز إعلامياً حيث تفشل القوى المسلحة على الأرض. وهذا ما فعلته الولايات المتحدة التي تترأس مجلس الأمن الدولي هذا الشهر، وهو ما فعلته دول أخرى كبريطانيا من قبلها.
نقاش كان يدور في أروقة مجلس الأمن، في وقت كانت فيه القذائف تتساقط على الجولان المحتل. عشر قذائف هاون أطلقت من الأراضي السورية باتجاه المواقع الإسرائيلية. القناة الثانية العبرية نقلت عن مصادر عسكرية قولها إنّ «تساقط القذائف كان خارجاً عن المألوف، وإن كان التقدير الأولي يشير إلى أن ذلك حصل عن طريق الخطأ»، مشيرةً إلى أن «جميع القذائف سقطت في أراض مفتوحة، ولم تؤد إلى وقوع إصابات». مراسل القناة للشؤون العسكرية، لفت إلى أنّ «القذائف أطلقت باتجاه إسرائيل خلال معارك عنيفة شهدها الجانب الآخر من الحدود، بين الجيش السوري والمسلحين في قرية عين مدارية المحاذية للحدود». المتحدثة باسم المجلس الإقليمي في الجولان أكدت أنّ المستوطنين يتواصلون مع جهات في الجيش و«في الوقت نفسه تتساقط القذائف طوال الوقت بالقرب منا».

روحاني: لدعم المقاومة ووحدة سوريا

وفي السياق، أكد الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، في برقيتي شكر جوابيتين بعث بهما إلى الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، استمرار دعم بلاده للمقاومة وأنّ الشعب السوري سيتجاوز المرحلة الراهنة.
وأكد روحاني، في برقيته للرئيس السوري، أنّ «الشعب السوري سيحافظ على وحدة بلاده»، معرباً عن ثقته بأنّ هذا الشعب المقاوم سيتمكن من خلال جهود القوى الخيّرة والمحبة للسلام من تجاوز المرحلة الراهنة تماماً. وأضاف: «بلا شك، فإن العلاقات الراسخة والعريقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية تدلّ على إرادة شعبي البلدين لتوسيع التعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، والتصدي لمؤامرات أعداء شعوب المنطقة وخاصة الكيان الصهيوني».
وفي رسالته إلى نصر الله، أشار روحاني إلى «البطولات التي سطّرها مجاهدو حزب الله في ساحة المقاومة»، مؤكداً استمرار دعم بلاده لمقاومة الشعبين اللبناني والفلسطيني.

أزمة تتهدد المنطقة

يوم أمس، ركز المتحدثون في جلسة مجلس الأمن على تفاقم معاناة النازحين السوريين الذين لا يزال عبئهم محصوراً في الدول المتاخمة للعراق. البريطانية فاليري آموس، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، رفعت الصوت متحدثة عن معاناة السوريين من المهجرين داخلياً وفي الخارج، ما أثر على الدولة السورية والشعب على كل المستويات.
البطالة وتدمير البنى الأساسية والمدارس والمستشفيات وانتشار التيفوئيد والكوليرا والهبيتاتيس كلها أعراض للأزمة. إلى جانبها، تحدثت عن وجود 4.5 ملايين مهجر داخلي، وأكثر من 1.7 مليون في الخارج من السوريين. وهناك 420 مهجراً فلسطينياً في سوريا تعرضوا للتهجير مجدداً. وقالت عبر الأقمار الاصطناعية بعد زيارة للمنطقة دامت 4 أيام، إن الوضع الأمني في سوريا بالغ الصعوبة، ومع ذلك يتم تقديم المساعدات إلى أكثر من 5 ملايين نسمة، وعدد المحتاجين للمساعدة يقارب 7 ملايين، نصفهم من الأطفال.
بعدها تحدث أنطونيو غوتيريز، المنسق السامي لشؤون الإغاثة من جنيف، عن وجود 1.8 مليون سوري لاجئ في دول الجوار. وقال إن العالم لم يشهد تدفقاً بهذا الزخم منذ مذابح رواندا. ونبّه إلى أن كرم دول الجوار اللامحدود ينطوي على الكثير من التبعات والتكلفة. ففي لبنان مثلاً، قال إنه لم يعد هناك قرية أو بلدة لم تتأثر بتدفق اللاجئين، والنزاع في سوريا ينتشر إلى لبنان من شماله إلى جنوبه. كما أن النزاع المذهبي تصاعد في العراق حيث يقيم 160 ألف نازح سوري. وتم تسجيل 90 ألفاً في مصر. وفي الأردن، بدأت الدولة بتنظيم حجم الوافدين. غوتيريز رفع الصوت، محذراً المجتمع الدولي من انفجار كبير يهدد المنطقة. مندوب سوريا، بشار الجعفري، شكك بالأرقام التي يتم تداولها حول القتلى والجرحى. وأشار الى أن الشركة التي تجمع الأرقام هي أميركية من دولة تأخذ موقفاً معادياً، وبالتالي لا يعتدّ بقولها. وانتقد عدم تفصيل أرقام القتلى والجرحى وانتماءاتهم.