في أعقاب رسالة أميركية طمأنت تل أبيب الى أن الاستراتيجية الغربية المتبعة لمعالجة الملف النووي الإيراني لن تتغير تبعاً للتغيير الرئاسي في إيران، وانتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً، وجّه الاتحاد الأوروبي رسالة الى الحكومة الإسرائيلية، أكد فيها أنه لن يخفف مستوى العقوبات المفروضة على إيران، على خلفية انتخاب رئيس معتدل لها.
الرسالة التي كشفت عنها أمس صحيفة «إسرائيل اليوم»، أكدت أن مقاربة الغرب لإيران «لن تستند الى اللغة المعتدلة للرئيس الإيراني الجديد، بل ستستند الى أفعاله الحقيقية».
وبحسب «إسرائيل اليوم»، المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فإن الرسالة وصلت الى تل أبيب عبر وزراء خارجية عشر دول أوروبية، أبلغوها لوزير الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية، يوفال شطاينتس.
مع الإشارة الى أن صحيفة هآرتس كانت قد أكدت أن الرسائل التي تصل تباعاً الى إسرائيل تأتي على خلفية مطالبات سابقة بضرورة عدم تخفيف الضغط على طهران، في أعقاب نتائج الانتخابات الأخيرة في إيران.
صحيفة يديعوت أحرونوت شددت أمس على أن الحديث عن وجود الخيار العسكري على الطاولة لم يعد مجدياً، وقد حسمت الأمور بالفعل، مشيرة الى أنه «قد أتيح لإسرائيل ما لا يُحصى من الفرص لشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، إلا أنها اختارت مقابل ذلك تأجيل الحسم، وكلما مر الوقت تضاءلت الإمكانات وتجاوزت طهران نقطة العودة، بل لا تزال حتى الآن في سباق مستمر للتزود بالسلاح النووي».
وأكدت الصحيفة أن الخيار العسكري ضد إيران يتطلب ثلاثة عناصر: القدرة العملياتية والدعم الدولي والقرار السياسي، مشيرة الى أن «العنصر الأول، العملياتي، لا يزال قائماً، رغم أن الوقت خفف من نجاعة الهجوم الإسرائيلي وزاد من المخاطرة »، أما العنصر الثاني و«هو الدعم الدولي، فيظهر أن إسرائيل في وضع إشكالي، بعدما أضرت الانتخابات الأخيرة في إيران بمساعيها لبلورة تأييد دولي لها».
وتفتقد إسرائيل العنصر الثالث للخيار العسكري ضد إيران، وهو القرار السياسي، إذ إنه «بات أكثر تعقيداً من قبل، مع معارضة في الداخل، والتأكد من أن الساسة الجدد في إسرائيل لا يحبون المغامرة والخطر، وذلك بعدما كانت الأمور في السنوات الماضية، وتحديداً في حكومة نتنياهو الماضية، أكثر راحة لرئيس الحكومة، مع وجود تأييد لوزير الدفاع السابق إيهود باراك، للخيار العسكري ضد إيران».
وترى الصحيفة أن الانتخابات الأخيرة في إيران، ورغم التصريحات والمواقف الصادرة في واشنطن «تؤمّن للغرب سلماً مريحاً للنزول عن شجرة المواقف السابقة ضد إيران»، إذ إن حديث روحاني يطيب لآذان معارضي الخيار العسكري، الأمر الذي يمكّن إيران من كسب مزيد من الوقت، فيما تخسر إسرائيل من جهتها «شرعية القيام بعمل ما».
مع ذلك، نوهت الصحيفة بأن نتنياهو هو من «دفع العالم للاستيقاظ، وما كان ليفرض العقوبات على إيران إلا بعدما هدد بالخيار العسكري، ويمكن القول إن العقوبات هي نتاج التهديدات الإسرائيلية، لأن الغرب خشي من نية إسرائيل في أن تهاجم إيران، أكثر من نية إيران بإنتاج سلاح نووي».