استكمالاً لعملية «غضب الخابور» التي سيطرت خلالها «قوات سورية الديمقراطية» («قسد») على مدينة الشدادي، وأكثر من 300 قرية في ريف الحسكة الجنوبي، أطلقت «قسد» معركة جديدة ترمي إلى تأمين منطقة واسعة بين ريفي الحسكة والرقة. العملية التي أُعلن عنها منذ يومين، هدفها الرد على هجمات «داعش» الأخيرة التي استهدفت مواقع لـ«قسد»، وأودت بحياة ما لا يقل عن خمسين منهم في معارك عنيفة جرت داخل مدينة تل أبيض، والشريط الحدودي السوري - التركي من مبروكة في ريف الحسكة الغربي وصولاً لعين عيسى في ريف الرقة الشمالي، لمنع تكرارها. يضاف لها رابط المنطقة ما بين ريفي الحسكة الجنوبي والغربي بأرياف الرقة (تل أبيض- سلوك- عين عيسى) في شريط يمتد على عشرات الكيلومترات (معظمه بادية غير مأهولة)، وعزلها عن مدينة الرقة معقل «داعش» الرئيسي في سوريا.
الحملة الجديدة لا تسعى إلى محاصرة مدينة الرقة
وحدّدت «قسد» الهدف من الحملة في بيانها الرسمي، الذي قالت فيه إنّ «الحملة تسعى إلى تحرير كامل المنطقة الممتدة من جنوب الشدادي الى جنوب تل أبيض وإنشاء حزام دفاعي أمني حول كانتون الجزيرة ومنطقة تل أبيض، وتحرير أهلنا في هذه المنطقة من ظلم داعش». المعارك في الحملة الجديدة أدّت حتى أمس للسيطرة على 35 كم في المنطقة الرابطة بين غرب جبل عبدالعزيز بالحسكة، وشرق سلوك في ريف الرقة، من خلال السيطرة على عدة قرى من بينها السرب شرقي وبير هباء والتروازية وشمندور. مصدر في «قسد» أكد لـ«الأخبار» أنّ «قواتهم أفشلت مخططاً تركياً بالتعاون مع داعش لإعادة سيطرة الأخير على المدينة، وبالتالي استعادة معبر استراتيجي على الحدود». ولفت المصدر إلى أنهم «لن يسمحوا بتكرار الهجمات على تل أبيض والمناطق المحررة في الرقة والحسكة، ولن تتوقف الحملة حتى تأمين ريف الحسكة وسلوك وتل أبيض، وتركيز نقاط دفاعية متينة عنها». ونفى المصدر أن «يكون هدف حملته الجديدة محاصرة الرقة تمهيداً لاقتحامها»، مؤكداً «أن معركة الرقة تحتاج لتحضيرات كبيرة وتنسيق كبير كون قوة التنظيم ومعظم قدراته الأساسية موجودة في مدينة الرقة». أمّا في ريف الشدادي فتواصلت الاشتباكات بين الطرفين، في محيط قرى عناد وعبدان والجياد، وسط معلومات عن انسحاب التنظيم من هذه القرى باتجاه ريف ديرالزور. وتسعى «قسد» من معاركها في ريف الشدادي لتطويق بلدة مركدة آخر مواقع «داعش» في ريف الحسكة، وإنهاء وجود التنظيم على نحو نهائي في المحافظة. وترجح المصادر الميدانية أن تستكمل القوات سيطرتها على بلدة مركدة، نظراً لكونها منطقة مرتفعة، ستساعدهم في حال السيطرة عليها، على رصد مواقع التنظيم في ريف ديرالزور الشمالي الملاصق لمحافظة الحسكة.