القاهرة | «الخداع والعدول عن الاتفاقات»، اتهامات لطالما وجهت الى جماعة الاخوان المسلمين من قبل معارضيهم، ولعلها تنطبق هذه المرة على تصرفات المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، الذي نقض كل اتفاقاته و«الجهة السيادية»، التي تحفظت عليه قبل انقضاء مهلة الـ 48 ساعة التي منحها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ليتسنى للرئيس المعزول محمد مرسي، إعادة تصحيح مسار إدراته وسياساته في البلاد. وتقول مصادر أمنية مطلعة لـ«الأخبار» إن «شروط الإفراج عن بديع جاءت عقب تأكيده للجهات السيادية أنه الوحيد القادر على تهدئة أعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم، وأنه سيقوم بفض اعتصام إشارة رابعة العدوية، وأنّه سيعمل على تصحيح المفاهيم التي عمدت كوادر الجماعة إلى زرعها لشق الصف المصري وتفتيت النسيج الوطني، مع تأكيده سلمية ردود الأفعال التي ستصدر عن جانبهم، وخصوصاً بما انهم يرفعون راية الاسلام شعاراً سياسياً لهم».
في المقابل، وافقت «الجهة السيادية» على أن تدفع في مبادئ عدم الإقصاء لأي تيار مهما كانت خلفياته، وخصوصاً أعضاء الجماعة، مع وعد بعدم ملاحقة شباب الجماعة ممن ساعدوا على إشعال فتيل الأزمة الدموية والاكتفاء بالقبض على المتورطين في الجرائم السياسية والجنائية والمدنية فقط ومثولهم أمام قاضيهم الطبيعي، بشرط أن ينسحب التيار الإسلامي من الشارع وينبذ دعوات القتل والفتن والتوقف عن إطلاق الشائعات التي تؤثر سلباً على سلامة الأمن الوطني، وفق ما أفادت المصادر المطلعة. وتضيف المصادر الأمنية: «فاجأنا المرشد بديع بانضمامه إلى اعتصام رابعة العدوية عقب دخوله متخفياً في زي امراة ترتدي خماراً أسود بسيارة إسعاف، وفوجئنا بتوليه مهمة دفع المتظاهرين إلى التضحية بأرواحهم مقابل الحفاظ على الشرعية والشريعة وعودة رئيسهم المعزول. ثم أدار غرفة مغلقة من داخل مقر وجوده في الاعتصام للاتصال بسوزان رايس، مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، ليروج أن ما حدث في مصر محض انقلاب عسكري يهدف إلى تحقيق مآرب خاصة بأعضاء المجلس، وأنه يطالب مساعدة الولايات المتحدة للضغط على المؤسسة العسكرية المصرية لقبول عودة المعزول».
وتقول المصادر: «رصد مكالمات وتحركات المرشد بات أسهل من ذي قبل، فقط بضع أجهزة تنقل بث مباشر صوت وصورة لكل حركاته وثُكنه واتصالاته، التي كانت آخرها اتصالات مع القيادات الحمساوية إسماعيل هنية وخالد مشعل، اللذين حثهما على ضرورة الوقوف بجانبهم بقوة»، وقال لهم إن «المدد المالي آتٍ، ونصرتكم لنا واجبة».