أشار منتدى البحرين لحقوق الإنسان إلى أن «السلطة البحرينية فقدت أخلاقياتها الإنسانية ولم تعد هناك عدالة، فالنظام القضائي مفقود»، معتبراً أن «جريمة قيام عناصر من المخابرات في التحقيقات الجنائية بتجريد المعتقلة ريحانة الموسوي من ملابسها واحدة من الجرائم المتعددة التي تثبت فقدان السلطة لاخلاقياتها الإنسانية وتكشف مدى جسامة الانتهاكات التي تحيق بالمعتقلين المنادين بالحرية والتغيير السياسي ومخالفتها للمبادئ الدستورية والدولية».وفي بيان، أكد المنتدى أن «انتهاج المسؤولين في الحكومة البحرينية سياسة توفير الحصانة للمتورطين في التعذيب ضاعف من وقوع الجرائم في أماكن التحقيق وفي السجون، كما أن صدور أحكام عن القضاء البحريني بتبرئة قتلة المواطنين والمتورطين في التعذيب قد أفضى إلى ايغال المسؤولين الأمنيين في ارتكاب الجرائم والانتهاكات»، مشدداً على «ضرورة مساءلة وزير الداخلية البحريني راشد بن عبدالله قضائياً كونه يتحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية عما حدث من انتهاك فظيع إلى ريحانة الموسوي والناشط الحقوقي ناجي فتيل الذي كشف أمام القاضي جانباً من التعذيب الفظيع الذي وقع عليه في السجن».
وطالب المنتدى «المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة بالتدخل لمنع السلطة من استمرار واستغلال ثقافة الإفلات من العقاب، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الضحايا الأبرياء، وتقديم كبار المسؤولين والمتورطين من الأسرة الحاكمة في البحرين للمساءلة من قبل نظام قضائي مستقل، شفاف، ونزيه»، ودعا إلى «إجراء تحقيق في جميع حالات التعذيب، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة، داعياً حلفاء البحرين إلى الضغط على الحكومة من أجل السماح بزيارة المقرر الخاص المعني بالتعذيب».
وكانت الناشطة في «ائتلاف 14 فبراير» ريحانة الموسوي، اكدت أول من أمس أنها تعرضت للتعرية من ملابسها مرتين، ونقلت المحامية منار مكي عن الموسوي اعلانها أمام القاضي خلال الجلسة الأولى في شهادتها أنّ المحققين في التحقيقات الجنائيّة قاموا بتجريدها من ملابسها، وأنّهم تعاملوا معها بأسلوب «حاطّ للكرامة». من جانبه عرض الناشط الحقوقي، ناجي فتيل للمرّة الثانية أمام القاضي آثار التعذيب الذي تعرّض له، وأكّد فتيل بأنه ناشط حقوقي، ويُمارس عمله بشكل علني، مطالباً بالإفراج عنه فوراً.
بدوره، ظهر النّاشط محمد السّنكيس أمام القاضي وهو مكسور اليد، وحول عنقه ضمّادة، وسردَ للقاضي بعض ما تعرّض له منذ لحظة اعتقاله. ونكاية به، فقد وُجّهت إليه تهم إضافيّة، منها «مقاومة رجال الأمن».
وتنديداً بما حصل مع الموقوفين، شهدت عشرات المناطق في البحرين تظاهرات مسائية سلمية اعقبها مواجهات مع قوات الامن البحرينية.
وشهدت مناطق كرباباد والمصلى وإسكان سلماباد وكرانه والمالكية والنويدرات وسترة والدراز والمعامير والبلاد القديم والعاصمة المنامة والسهلة ومناطق اخرى تظاهرات عفوية تنديداً باستمرار الانتهاكات وضرورة الانتقال نحو الديمقراطية وتفعيل الارادة الشعبية.
وفي بيان لها وصفت جمعية «الوفاق الوطني الإسلامية» تصرفات النظام بـ«انها تعكس انسلاخه عن القيم والمبادئ الإسلامية والوطنية والإنسانية، وأن سلوكياته تشير إلى تعاط منحط لا يخلو من تعديات بحق المرأة والمعتقلات بالشكل الذي تجاوز الخطوط الحمراء».
وشددت الوفاق على «أن النظام يرسم بهذا السلوك خارطة جديدة للتعاطي، وأن ما كشفته المعتقلة ريحانة الموسوي وبقية المعتقلين هو انحطاط كامل وتجرد من كل القيم الإنسانية والوطنية.. وهو ما يتحمل نتائجه كل المسؤولين في النظام باعتبارهم مسؤولين عن كل ممارسات السلطة».
وقالت «إن كل هذه المعطيات تؤكد حقيقة واحدة هي غياب الدولة وغياب القانون عن البحرين، وأن ما يمارسه النظام لا علاقة له بالدولة وإنما هي إدارة شللية وفئوية تسترخص الأرواح والأعراض والدماء والأموال من أجل المحافظة على كرسيها».
(الأخبار)