كل الاحتمالات مفتوحة في معارك حمص وريفها، فالمدينة التي بقيت مثيرة للجدل منذ بدايات الأزمة، حافظت على تواجدها ضمن خط النار، رغم مزاحمة أخبار حلب وريف دمشق وتصدّرهما الحدث السوري في بعض الأحيان. الأخبار التي تتبادلها شبكات التواصل الاجتماعي حول هرب مسلحي تلكلخ إلى منطقتي الحصن والزارة المشتعلتين ناراً وباروداً، تثير سخط المعنيين في مدينة حمص. الجميع ينفي أن يكون لأي كان من أهل تلكلخ يد في اشتباكات ومجازر ريف المدينة. 7 شهداء و22 جريحاً هي حصيلة كمين نفّذه مسلحو المعارضة قرب قرية الزارة الواقعة 50 كيلو متراً إلى الغرب من مدينة حمص. يصف عسكريون الكمين، كالمعتاد، بأنه محاولة تخفيف الضغط عن مسلحي مدينة حمص المحاصرين تحت نيران الجيش السوري. الكمين وقع ضمن أراضي قرية قميري في ريف تلكلخ، والتي تتميز ببنيتها السكّانية المختلطة. وبحسب مصادر في مدينة حمص، سيطر مسلحو المعارضة على دبابة وعربتين ناقلتين للجند، تم قصفها لاحقاً من قبل سلاح الجو التابع للجيش السوري.
معلومات تحدثت عن وقوع 4 شهداء من مدنيي البلدة، تمت تصفيتهم من قبل عناصر مسلحة على خلفية طائفية. أحد العسكريين في المنطقة أفاد «الأخبار» بقيام الجيش بإخلاء القرية من سكانها المدنيين، على خلفية استشهاد ضابط برتبة مقدّم وجندي واحد. في حين أسفرت الاشتباكات التي بدأها الجيش عن وقوع أكثر من 50 مسلّحاً بين قتيل وجريح. العمليات العسكرية تتواصل على قرية الزارة التي تفصلها مسافة 8 كيلو مترات عن قلعة الحصن، حيث يصف سكان المناطق المجاورة القصف المدفعي على المنطقتين بالأعنف منذ خروجهما عن سيطرة الدولة، إثر الأخبار المتداولة عن الكمين الذي تعرض له الجيش أمس. وفي وسط حمص، لم تحقق كثافة ألغام مسلحي الخالدية في محيط جامع خالد بن الوليد، أي تراجع عن التقدم البطيء الذي يحرزه عناصر الجيش داخل أحياء مدينة حمص. فيما تتواصل العمليات العسكرية المتركزة في باب هود والحميدية، في الوقت الذي يتوالى سقوط القذائف على حيّ الوعر الواقع تحت سيطرة مسلحي المعارضة والذي شهد تظاهرات مناصرة لحيّ الخالدية. وتأتي التطورات العسكرية والأمنية في حمص بالتزامن مع صرف مبلغ 300 مليون ليرة لبلدية القصير بهدف إعادة الإعمار المدينة المدمرة.
أما في دمشق فقد شهدت جمعة «إن تنصروا الله ينصركم» قصفاً واشتباكات عنيفة في حيّ برزة والقابون، حيث يبقى البطء عنوان التقدم العسكري الذي يحققه الجيش السوري في مناطق ريف دمشق أسوةً في حمص.
وفي اللاذقية اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين ينتمون إلى «الدولة الإسلامية في الشام والعراق» ومسلحي من الجيش الحر، إثر اغتيال كمال حمامي، أحد قادة كتائب الجيش الحر في جبل التركمان في ريف اللاذقية. حمامي المعروف بـ«أبو بصير الجبلاوي»، والذي كان من أوائل المقاتلين ضد الجيش السوري. يذكر أن الحادثة ليست الأولى على يد «الدولة الإسلامية»، إنما تسبقها حادثة أُخرى جرت في مدينة إدلب عندما أقدم مقاتلو التنظيم على قطع رأس قائد كتيبة أُخرى وذبح شقيقه في قرية الدانة، ما أدى إلى مقتل العشرات من الطرفين.
بالمقابل، نفّذ الجيش السوري عدداً من العمليات في ريف اللاذقية حيث دمّر مقار قيادة لـ«جبهة النصرة» في قرى وبلدات الكبير، وبرج زاهي، وجب الأحمر.
وعرف من بين قتلى المسلحين عبادة التلاوي، متزعم «كتيبة أبو بكر» والصوماليان عبد الرحمن عبد الرحمن وعبد العال محمد والسعودي أبو بكر القحطاني.