«الفلول»، المصطلح الذي انتشر كالنار في الهشيم بعد سقوط الرئيس حسني مبارك، في اشارة الى أعضاء الحزب الوطني المنحل، بات كلمة السرّ لشق صف المعارضة؛ فالصراع بين جناحين في المعارضة أصبح مكشوفاً على ما يبدو هذه المرّة.
ثمّة جناح تمثله «جبهة الإنقاذ الوطني»، يبدو متصالحاً بشدّة مع رموز الدولة القديمة بهدف الخلاص من قبضة الإخوان. كما لا يمانع قطاع صغير من اليسار غير المنظّم غالباً تجاهل مناهضة «الفلول» و«الحكم العسكري»، من أجل مواجهة الإخوان؛ قطاع انخرط في تلاسن مع جهات أخرى من اليسار الثوري يرفض هذا الموقف، وأعلن عن مشاركته في الاحتجاجات تحت شعارات تناهض «العسكر والفلول والإخوان».
الأيام القليلة الماضية شهدت تصريحات من قيادات الجبهة، عزّزت بشدّة من هذا الانطباع، على الأقل لدى قطاع من الشباب المعارض الذي لا يدين أصلاً بالولاء للجبهة. على سبيل المثال، دعا مؤسس حزب «الدستور»، محمد البرادعي، الأعضاء السابقين في الحزب الوطني إلى الانضمام للتظاهرات، بينما قال مؤسس التيار الشعبي، حمدين صباحي، إنّه لا ينبغي التفرقة بين المتظاهرين على خلفية مواقفهم في الانتخابات الرئاسية السابقة، في اشارة لمؤيدي أحمد شفيق المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية السابقة، والمقرب من الرئيس المخلوع.
وما يزيد الطين بلّة هو طبيعة تشكيل «الانقاذ» أصلاً التي تضم في صفوفها جهات مقربة من النظام السابق على رأسها وزير الخارجية السابق عمرو موسى، مؤسس حزب «المؤتمر المصري».
يقول المتحدث الرسمي باسم جبهة الانقاذ، وحيد عبد المجيد، لـ«الأخبار»، إن تصريحات صباحي والبرادعي تبدو أمراً بديهياً «فلا أحد يملك أصلاً منح الآخرين اذناً بالتظاهر والاحتجاج أو سحب هذا الحق منه». وبالنسبة للتساؤل حول امكانية التحالف من عدمه من قبل «الانقاذ» مع الفلول، يقول إن «هذا أمر لا محل له من الاعراب».
وان كانت الجبهة مستعدة للتحالف مع فلول النظام السابق في ترتيبات ما بعد اسقاط الاخوان، فهو أمر لا ينفيه عبد المجيد، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن الجبهة أصبحت تشغل حيزاً صغيراً الآن من المشهد السياسي، وأنها تراجعت لصالح حركة «تمرد».
وفي حين تنصرف كاميرات التلفزة لتغطية مؤتمرات صحافية لجبهة الانقاذ تُعلن فيه تأييدها لحركة «تمرد»، تقود الأخيرة جبهة البديل الثوري في المحافظات، عبر تنسيقيات الاعداد للاحتجاجات في 30 يونيو. هذه التنسيقيات تواجه انضمام فلول النظام القديم باستماتة؛ فهي تحظر انضمام أشخاص كانوا أعضاء سابقين في الحزب الوطني المنحل وتحول فعلياً دون انضمامهم عبر النص في بياناتها التأسيسية، كما يقول عضو المكتب السياسي في حركة الاشتراكيين الثوريين، هيثم محمدين، لـ«الأخبار».