مع وصول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى إسرائيل، كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، استعداده للتسوية مع السلطة الفلسطينية، وفق المبادئ التي سبق أن حددها، والتي تفرغ الدولة الفلسطينية من معناها، ولا يبقى منها سوى الاسم. ورأى نتنياهو أن «السلام ليس مبنياً على النوايا الحسنة وشرعية (وجود إسرائيل) كما يعتقد البعض، بل إنه مبني أساساً على قدراتنا بالدفاع عن أنفسنا»، في إشارة إلى الترتيبات الأمنية التي يطالب بها كشرط للتوصل إلى تسوية، والتي تتضمن، من ضمن أمور أخرى، إبقاء قوات إسرائيلية على الحدود مع الأردن، ودولة فلسطينية منزوعة
السلاح.
وأضاف، في الذكرى السنوية لوفاة مؤسس «الحركة الصهيونية» تيودور هرتسل، إنه «من دون الأمن ومن دون الجيش الذي دعا هرتسل إلى تأسيسه، لن نستطيع الدفاع عن السلام ولن نستطيع الدفاع عن أنفسنا في حال انهيار السلام»، مضيفاً إن «الأمن شرط أساسي للوصول إلى السلام والحفاظ عليه».
يُشار إلى أن نتنياهو يطالب بـ«ترتيبات» تُمكِّن إسرائيل بحسب ادعائه من الدفاع عن نفسها في مواجهة سيناريوهات وتطورات محتملة على مستوى المستقبل، وترى في الحراك الذي يشهده العالم دليلاً على صحة تقديراتها وضرورة تمسكها بمواقفها.
في السياق نفسه، رأى الرئيس شيمون بيريز أن «هناك فرصة لإعادة إطلاق عملية السلام ولا يجب فقدانها»، مؤكداً «أننا سنساعده (كيري) كلنا لينجح». أما في ما يتعلق بمنطلقات تمسكه بالسلام، فرأى بيريز أن «التخلي عن حل الدولتين سيُعرِّض طابع إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية للخطر».
الى ذلك، أكد وزير العلوم والتكنولوجيا عن حزب «يوجد مستقبل» يعقوب بيري، أن نتنياهو يدرك أنه يجب القيام بإخلاء مؤلم لمستوطنات غير بعيدة عن الكتل الاستيطانية الكبرى وأنه يجب القيام بتبادل للأراضي»، مضيفاً إنه «ليس هناك شك بأن نتنياهو وعدداً كبيراً من وزراء الليكود، فهموا أو توصلوا الى استنتناج مفاده أن من مصلحة إسرائيل الاستراتيجية العودة الى طاولة المفاوضات».
في الإطار نفسه، قالت صحيفة «هآرتس»، هناك إحساس يتعاظم داخل الائتلاف الحكومي والليكود، بأن نتنياهو معنيّ بتنفيذ خطوة سياسية مع الفلسطينيين إذا ما استؤنفت المفاوضات المباشرة، ونقلت عن وزير رفيع المستوى، لم تذكر اسمه، قوله «إن نتنياهو يدرك جيداً أن استئناف المفاوضات يعني إجراء مباحثات جدية حول حدود الدولة الفلسطينية» وأنه من أجل اتفاق السلام ينبغي الانسحاب من أكثر من 90 في المئة من الضفة الغربية وإخلاء عدد غير قليل من المستوطنات».
لكن الوزير نفسه أضاف بأن الترتيبات الأمنية هي الموضوع المركزي الذي يشغل بال نتنياهو، وإذا ما حصل على مطالبه في هذه القضية فسيكون مستعداً لخطة ذات مغزى في المجال الجغرافي.
في المقابل، نقلت «هآرتس» أيضاً عن مصدر مطلع على المفاوضات، أنه «ليس لدى نتنياهو خريطة لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية»، مشيرةً إلى أن كل اعتباراته في هذا الشأن لا تحركها الأيديولوجيا، بل المسائل العملية، وأن المبدأين المركزيين لديه هما الحفاظ على الكتل الاستيطانية الكبرى كجزء من إسرائيل ووجود عسكري دون سيادة إسرائيلية في غور الأردن».
(رويترز، أ ف ب)