بعد الضغوط التي مارسها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أكّدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أنّ من المفترض عقد أول لقاء على مستوى رؤساء الوفود للمحادثات الإسرائيلية الفلسطينية، خلال الأسبوع المقبل برعاية الملك الأردني، في العاصمة عمان، على أن يترأس الوفد الإسرائيلي وزيرة القضاء تسيبي ليفني والمحامي يتسحاق مولخو، وعن الجانب الفلسطيني، صائب عريقات، إلى جانب ممثلين أميركيين.
وبحسب الصحيفة، يعقد رئيسا الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني، لقاءً منفصلاً مع الأميركيين، ومن ثم يُعقَد لقاء ثلاثي، وفي حال عقده، سيشكل خطوة أساسية في الطريق إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين.
ولفتت الصحيفة إلى «أنهم في وزارة الخارجية الأميركية بدأوا في الإعداد اللوجستي لهذا اللقاء». وأكدت أنه مع وصول كيري ينبغي للطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، تقديم مواقفهم من مختلف المواضيع التي قدمها لهم، على أن تشكل الأجوبة بداية لأجواء إيجابية بين الطرفين.
لكن «يديعوت» عادت وأكدت أن الطرف الفلسطيني قدم في هذه الأثناء ثلاثة مطالب لاستئناف المفاوضات، هي: تجميد الاستيطان وتحرير الأسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاقات أوسلو وموافقة إسرائيلية على إجراء نقاشات بشأن الحدود الدائمة، على أساس عام 67. لكن إسرائيل لم تردّ حتى الآن على هذه المطالب.
في موازاة ذلك، تواصل الإدارة الإميركية ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية لعدم تقديم ترشيحها للمؤسسات الدولية. وفي هذا السياق، لفتت «يديعوت» إلى أن استمرار النشاط الفلسطيني في المؤسسات الدولية، يمكن أن يؤدي إلى عدم تصديق الكونغرس على المساعدة المالية التي التزمها الرئيس باراك أوباما للسلطة لدى زيارته للمنطقة قبل أشهر.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الطاقم الفلسطيني صائب عريقات قوله إن «الموقف الفلسطيني واضح ومعروف ولا مشكلة في استئناف المفاوضات»، وأن «هذا الموقف لم يتغير حتى هذه اللحظة، وإذا نفذت اسرائيل ما التزمته فسنكون مستعدين للعودة الى المفاوضات».
في سياق متصل، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أنه نتيجة لضغوط كيري، خفف الرئيس الفلسطيني محمود عباس شروطه لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل. ونقلت عن مصدر اسرائيلي مطلع قوله إن عباس بات يطالب بالتزام أميركي، لا إسرائيلي، هو أن تستند المفاوضات إلى حدود عام 67، مع تبادل للأراضي، إلى جانب تحرير 120 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال.
وأضافت «هآرتس» أن «كيري أوضح لعباس أنه في نظر ادارة أوباما هو من يعرقل الجهود الاميركية، بسبب شروطه المسبقة، وأنه في حال فشل جهوده لن يتردد بأن يُحمِّله المسؤولية عن هذا الفشل». وأضافت أنه، بعد رسائل كيري أوضح عباس خلال لقاء مع شخصيات من معاهد بحثية أميركية، ضمّ نائب رئيس معهد «بروكينغز»، مارتين أنديك، أنّه مستعد للقاء نتنياهو من دون شروط للبحث في استئناف المفاوضات، وهو ما يتعارض مع المواقف التي كان يعلنها سابقاً. كذلك لم يعد عباس يطالب ببيان علني لوقف البناء في المستوطنات، ويكتفي بكبح جماح البناء الهادئ الذي يقوم به نتنياهو منذ ثلاثة أشهر.
لكن المواقف والمطالب شيء، والتنفيذ الإسرائيلي شيء آخر؛ إذ صدّقت لجنة التخطيط والبناء في القدس المحتلة، عشية وصول وزير الخارجية الأميركية الى الأراضي المحتلة، على بناء 69 وحدة سكنية جديدة في «هار حوما» الواقع شرقي القدس. وبحسب موقع «واللا» العبري، تتعلق المسألة بتصديق على مرحلة إضافية في المخطط التوجيهي للحي، مضيفاً أن هذا المخطط قوبل باعتراضات من الجمهور وصُدِّق عليه في لجان التخطيط المختلفة.