لم تنحصر زيارة ممثلة الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، في بحث عملية التسوية أو الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للمنطقة، الخميس المقبل، بل تعدّتها الى بحث موضوع إيران وحزب الله، في موازاة كشف مسؤولين عن نية كيري جمع رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الأردن، بعد يوم من وصوله إلى المنطقة. وطلب نتنياهو من الأوروبيين إظهار الحزم نفسه، الذي تبديه إسرائيل والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني. وأكد، خلال لقاء أشتون في القدس المحتلة، أن «من المهم أن تنضم أوروبا للولايات المتحدة وإسرائيل والعناصر المسؤولة في المجتمع الدولي وتطالب بوقف البرنامج النووي الإيراني». وبخصوص جهود وزير الخارجية الأميركي، قال نتنياهو إنه مستعد «لاستئناف المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة اليوم وأمس وغداً»، فيما أوضحت أشتون أنها تدعم جهود كيري «تماماً»، بالإضافة الى المفاوضات المباشرة.
وفي رام الله، صدر بيان عن الرئاسة الفلسطينية، قال إن الرئيس عباس استقبل أشتون في مقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية. وجرى خلال اللقاء «بحث آخر مستجدات العملية السلمية، والجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإحيائها».
ونقل البيان عن عباس تأكيده «حرص الجانب الفلسطيني على إنجاح الجهود الأميركية لإنقاذ عملية السلام واستئناف مفاوضات جادة تقود إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
ومن المرتقب أن يزور وزير الخارجية الأميركي المنطقة في السادس والعشرين من الشهر الجاري، في زيارة هي الخامسة له منذ بدء مساعيه لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في 20 آذار الماضي.
وكشف مصدر فلسطيني أن عباس يدرس اقتراحاً أميركياً بعقد اجتماع مع نتنياهو الأسبوع المقبل في عمان، في ظل ضغوط أوروبية وأميركية عليه لإنجاح جهود كيري. وأعلنت مصادر غربية أن كيري سيصل الى الأردن الخميس المقبل، وسيعمل على جمع عباس ونتنياهو في اليوم التالي، مشيرة الى أنه يعد لتقديم أفكار غير مكتوبة لإعادة الجانبين الى طاولة المفاوضات لفترة ستة أشهر، يجري خلالها البحث في موضوعي الحدود والأمن. ولم يجتمع عباس ونتنياهو منذ توقف مفاوضات السلام بين الجانبين في مطلع تشرين الأول 2010 بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أميركية بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني.
بدوره، كشف القيادي البارز في «حماس»، صلاح البردويل، عن مفاوضات سرّية تُجريها حركة «فتح» مع الجانب (الإسرائيلي) لإعادة إحياء ملف المفاوضات من جديد بين الجانبين بعد توقفه أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد البردويل أن السلطة لا تزال حتى اللحظة متمسكة بالمفاوضات مع الكيان الإسرائيلي، رغم إخفاق هذه الطريق على مدار السنين الماضية في تحقيق أي إنجاز لمصلحة القضية والمشروع الفلسطيني.
وأضاف: «في ظل تمسك فتح بخيار المفاوضات مع (إسرائيل) وخيار مهاجمة المقاومة في الضفة وملاحقة المقاومين والانحياز الكامل للاحتلال ضد أبناء شعبنا، فإن تحقيق المصالحة سيكون أمراً صعباً جداً».
من جهة ثانية، أبدى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، خشيته من تدخل عربي، نتيجة لضغوط أميركية، لمطالبة السلطة الفلسطينية بالعودة إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، دون شروط، بعد فشل جهود كيري باستئناف المفاوضات.
وتوقع لجوء الإدارة الأميركية إلى بعض الدول العربية لدفعها إلى ممارسة ضغوط على قيادة السلطة الفلسطينية برام الله من أجل العودة إلى المفاوضات بالشروط الإسرائيلية بعد عدم استجابة السلطة للضغوط الأميركية. وأعرب عن أمله أن لا تستجيب الأطراف العربية للضغوط الأميركية «التي تدفع باتجاه عودة مجانية للمفاوضات، وأن لا تتكرر تجارب عربية سابقة كما حصل عندما تراجعت أطراف عربية عن شبكة الأمان المالية بسبب ضغوط أميركية».
وبالعودة الى زيارة أشتون الى المنطقة، فقد شملت أيضاً غزة، حيث قامت بجولة في إحدى مدارس الأونروا لتفقّد المخيمات الصيفية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة بمرافقة رئاسة وطواقم الأونروا في غزة. وأكدت أشتون في مؤتمر صحافي مع مفوض عام «أونروا»، فيليبو غراندي، ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يواصل جهده من أجل فتح معابر قطاع غزة وهو حريص أيضاً على تحسين الاقتصاد فيها. وقالت إنها اختارت زيارة قطاع غزة لأنه منطقة مهمة وذلك لتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في القطاع.
(أ ف ب، رويترز)