القاهرة | «قلق وعبوس وترقب»، بهذه الكلمات يمكن اختصار المشهد الذي جمع أمس، الرئيس محمد مرسي والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز الاستخبارات اللواء رأفت شحاته، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، في مقر قصر الاتحادية، لاستعراض الوضع السياسي المرتقب مع اقتراب ساعة الحسم في 30 حزيران الجاري. ووفق التقارير الأمنية، التي عرضها رئيس جهاز الاستخبارات، فان «الصدام قادم لا محالة بين الأجندات المختلفة والشعب المصري ومدّته لن تقل عن شهر، ولن تزيد على ثلاثة شهور».
21 تقريراً جرى استعراضها، تكشف عن صميم الأزمة وتداعيات الأوضاع، كما ترصد تحركات العناصر الأجانب في مصر، وتفضح أماكن تجمع الأسلحة وتمركز المجموعات التي ستشارك في فض تظاهرات المصريين خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي ستبدأ بمليونية اليوم أمام وزارة الدفاع المصرية.
الرئيس محمد مرسي مرسي صامت ولا يتحدث، ينظر فقط ويستمع ويتابع وأذناه مصغيتان إلى كل المعلومات، التي حوتها التقارير من دون إبداء أي ملاحظات أو تعليقات. أما وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، فكشف عن استعداده ومعاونيه للنزول وحماية المنشآت العامة والحيوية.
لكن نبرة صوته تغالبه لتكشف عن قلقه من انضمام الشرطة الى الشعب، ومن إعلانهم وثيقة لتأييد مطالب المصريين ومساندتهم خلال التظاهرات المرتقبة، والتأكيد على رفضهم لحماية مقار جماعة الإخوان المسلمين في كل المحافظات.
كذلك فاجأ وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الجميع بأن هناك مطالب من القادة الأمنيين، الذين وافقوا على الحضور في الشارع خلال هذه الفترات الدقيقة، بضرورة توفير حماية قانونية وضمان عدم الملاحقة القضائية للضباط خلال مراحل التعامل مع أعمال العنف والشعب المتوقعة.
وفي هذه الأثناء، يستمع محمد مرسي وهو صامت. لا ينطق ببنت شفا.
ينتظر دور القائد العام للقوات المسلحة في إبداء رأيه وعرض خططه لمجابهة العنف المتوقع، فيأتي دور الفريق السيسي.
ويقول «لن نسمح بحرب أهلية أو فتن طائفية، الحدود الشرقية لمصر سنحميها بشراسة».
وزير الدفاع يبدي انزعاجه من عمليات تهريب السلاح الثقيل، التي لاحقها عناصر حرس حدود المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية والغربية، لكنه يطمئن الجميع الى انتشار وحدات الجيش المصري في كل القطاعات من يوم 20 حزيران.
و يشدّد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي على خطورة الاقتتال المصري ــ المصري.
وينصح الرئيس بعدم جدوى الأحكام العرفية والاستثنئاية خلال هذه الفترة تجنباً لمزيد من الدماء، ومحاولة لاستيعاب غضب الشارع، ويؤكّد اعتزام قواته على ملاحقة كل العناصر الأجانب لتجنب تكرار سيناريو فوضى عام
2011.
الرئيس محمد مرسى يبدد أحلام السيسى في الدعوة الفورية لحوار وطني جاد وحقيقي، ويطالب الجميع بوضع خطط رادعة لمواجهه الزحف الشعبي الى قصر الاتحادية، ويأمر الجميع بالتعامل الحاسم مع المتظاهرين، وينتهى الاجتماع بلا نتيجة ولا خطة واضحة مبنية على موقف رئاسي.