حذرت مجموعة من كبار رجال الأعمال الاسرائيليين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس، من الآثار السلبية للجمود السياسي مع الفلسطينيين على الاقتصاد الاسرائيلي، وصولاً الى إمكانية أن يؤدي انعدام التقدم باتجاه حل الدولتين لشعبين الى جعل الاقتصاد في حالة خطر.
وأوضح رجال الأعمال لنتنياهو، قبل أن يتوجهوا للسفر الى الأردن للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي وإطلاق مبادرة مشتركة لرجال أعمال إسرائيليين وفلسطينيين، «إذا ما فعل الأمر الصحيح ودفع المسيرة السلمية الى الأمام، فبوسعه أن يرى فيهم مجموعة تأييد ستساعده على إمرار الخطوة السياسية في الجمهور الاسرائيلي». وأكدت صحيفة «هآرتس» أن رجال الأعمال الذين لم ينتقدوا سلوكه في الماضي ولم يحاولوا الضغط عليه، جاؤوا ليس بصفتهم ممثلين للقطاع الخاص فقط، بل أيضاً لمئات آلاف العاملين ونسبة مهمة من الناتج القومي الخام في دولة إسرائيل. وشددوا على أن المناعة الامنية والمناعة الاقتصادية مرتبطتان الواحدة بالأخرى. وأضاف رجال الاعمال «نحن نأتي من الميدان ونشعر بالضغوط، إذا لم نتقدم باتجاه الدولتين للشعبين، فستكون هناك تطورات غير طيبة للاقتصاد الاسرائيلي نلاحظ مؤشراتها الأولى منذ الآن، وأن مستقبل ازدهار الدولة سيكون في خطر». وذهب بعضهم، ممن حضر اللقاء، الى حد التعبير عن تخوفه من المنزلق الحاد الذي سيؤدي بإسرائيل نحو دولة ثنائية القومية لا تكون فيها يهودية ولا ديموقراطية. وبحسب أحد المشاركين، فإن «هذا الأمر لن يقبله العالم، والاستثمارات الأجنبية لن تتدفق الى دولة كهذه، والبضائع لن تشترى من دولة كهذه». ونقلت «هآرتس» عن أحد المشاركين في اللقاء تأكيده أن نتنياهو ووزير العلاقات الدولية يوفال شطاينتس لم يجادلا في المواقف التي قدّمها رجال الأعمال، بل إن رئيس الوزراء اتفق مع معظمهم، مشدداً على علمه بالوضع، ومؤكداً «من ناحيته أن الدولتين للشعبين هما الحل الوحيد، والدولة الثنائية القومية ستكون كارثة».
وبحسب أحد المشاركين، برز إحباط نتنياهو من الطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات، وأنه عبّر عن أمله بنجاح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في استئناف المفاوضات. ولكن نتنياهو ألقى بالمسؤولية على السلطة الفلسطينية، بالقول «لقد ألقيت خطاب بار إيلان. أعطيت عشرة أشهر تجميد (للمستوطنات)، ولكنهم لا يزالون يطرحون شروطاً مسبقة. أنا لا أنجح في جلب أبو مازن الى طاولة المفاوضات». وذكرت «هآرتس» أن رجال الأعمال التقوا مع نتنياهو لمدة ساعة ونصف منذ نحو شهر، قبل أن يتوجهوا للسفر الى الأردن من أجل المشاركة في مداولات المنتدى الاقتصادي العالمي وإطلاق مبادرة مشتركة لرجال أعمال إسرائيليين وفلسطينيين، تتمحور حول دعوة القيادتين للتقدم في المسيرة السلمية نحو مبدأ الدولتين لشعبين، الى جانب رفع مستوى التعاون الاقتصادي بين الطرفين.