في وقتٍ يسعى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الظهور بمظهر الحريص على استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، يصرّ أعضاء في حكومته على فضح الوجهة الحقيقية للحكومة من خلال شطب الدولة الفلسطينية كقاعدة للتفاوض المطلوب. وبعد نائب وزير الدفاع، داني دانون، الذي جزم في تصريح له قبل أيام بأن أحداً في الحكومة لن يصوت لمصلحة حلّ الدولتين، خرج أمس وزير الاقتصاد والتجارة، نفتالي بينيت، ليؤكد أن فكرة الدولة الفلسطينية قد أصبحت من الماضي.
وقال بينيت في كلمة أمام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية إنه ينبغي التنازل عن فكرة دولتين لشعبين «فهذا بيتنا ونحن نسكن هنا ولسنا محتلين، ومحاولة إقامة دولة فلسطينية داخل أرضنا انتهت». وشدد رئيس حزب «البيت اليهودي» على انعدام الجدوى في محاولة التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، قائلاً «لم يحصل في تاريخ إسرائيل أن استثمروا هذا القدر من الطاقة في شيء (التسوية) عديم الجدوى. علينا أن ننتقل من وضعية إقناع (الآخرين) بأن هذه الفكرة غير جديرة إلى التصرف على أساس أنها صارت وراء ظهورنا».
وأضاف إنه يجب تأسيس سلطة منفردة للفلسطينيين وفرض السيادة الإسرائيلية على المناطق المصنفة (ج) في الضفة الغربية، فضلاً عن تحسين الأوضاع الاقتصادية للسكان اليهود والفلسطينيين على حد سواء.
وتعليقاً على تصريحات بينيت، قال نائب وزير الخارجية الليكودي، زئيف ألكين، إن موقف بينيت معروف، وإنه شخصياً والعديد في حزب الليكود يؤيدونه، غير أنه مغاير لموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي هو صاحب القرار في تحديد السياسة. وكان نائب وزير الدفاع، داني دانون، قد قال قبل أيام، إن الحكومة الإسرائيلية الراهنة غير ملتزمة بحل الدولتين ولم تجر أي نقاش حول هذا الموضوع. ونددت الرئاسة الفلسطينية بتصريحات بينيت، معتبرةً أنها تدمر حل الدولتين وفكرة تحقيق السلام. وطالب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية بموقف واضح من تصريحات الوزير الإسرائيلي، التي رأى أنها «تصريحات خطيرة صادرة عن وزير في الحكومة الإسرائيلية التي تواصل عمليات التوسع والاستيطان والمماطلة والتهرب من تنفيذ أية التزامات، إضافة إلى فرض شروط لأية مفاوضات». وأضاف إن هذه التصريحات «ليست فقط رسالة للإدارة الأميركية التي تبذل جهوداً متواصلة لإحياء عملية السلام وإنما تشكل تحدياً ورفضاً واضحاً لكل الجهود المبذولة التي تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه». وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي، وتحديداً الإدارة الأميركية، بإدانة هذه التصريحات «الخطيرة والمدمرة ضد كل من يؤمن بحل الدولتين والسلام العادل وبإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها
القدس».