نشاط تفاوضي تشهده محافظة درعا ساعده وقف الأعمال القتالية، وذلك في إطار الإعداد لمصالحة تحيّد العديد من القرى عن العمليات العسكرية وإعادة الحياة والخدمات إليها. ونجحت المرحلة الأولى في المفاوضات بتسليم نحو 1000 مطلوب أنفسهم للدولة السورية، بينهم عشرات المقاتلين من فصائل مسلحة. وذكر مصدر مطلع على ملف المفاوضات لـ«الأخبار» أنّ «الذين سلّموا أنفسهم هم من قرى أبطع ونوى والشيخ مسكين وانخل وكفرشمس»، مشيراً إلى أن العشرات منهم كانوا يقاتلون إلى «جانب جبهة ثوار سوريا ولواء حوران وفصائل أخرى».
وتحدث المصدر عن مشروع تسوية يشمل عدة قرى في منطقة حوران، تبدأ مراحله عند انتهاء فترة من يقوم بتسليم نفسه مع سلاحه، مشيراً إلى أنّ نجاح المفاوضات وبدء عملية التسوية يتوقفان بشكل أساسي على نجاح الهدنة المعلنة ومنع استغلالها من قبل تنظيم «جبهة النصرة» الذي يحاول عرقلة أي عملية مصالحة. وفي السياق، أفاد مصدر عسكري لـ«الأخبار» بأنّه في بادئ الأمر «قبل ساعات من موعد استقبال من يريد الدخول في المصالحة، منعت جبهة النصرة في بلدة أبطع من قرر تسليم نفسه للجيش السوري من الخروج من البلدة».
الواقع يشير إلى أنّ ريف اللاذقية لم يعد مشمولاً بالهدنة

وأضاف «خلال الاتصالات بين المحتجزين والقائمين على ملف المفاوضات، تمكّن الجيش من فتح منفذ، استطاع من خلاله هؤلاء الخروج باتجاه الشيخ مسكين». وأشار إلى أن ملف المفاوضات في أبطع لم يُحسم بعد نتيجة قيام مسلحي «النصرة» بعرقلة العملية التفاوضية التي تتضمن انسحابهم من البلدة ودخول الجيش إليها وتحييد المدنيين. وتحدث المصدر عن وجود نية من قبل القيادة العسكرية للجيش لتقديم كافة التسهيلات للوجهاء الذين يبذلون جهودهم في إنجاح المفاوضات وإتمام المصالحات التي تجنّب القرى العمليات العسكرية. وأكد المصدر أنّ هناك قبولاً من قبل عشرات المقاتلين للدخول في تسوية، إلا أن هيمنة «النصرة» على مناطقهم تخيفهم من المبادرة حرصاً على حياة عائلاتهم. وبالعودة إلى ملف المصالحة في بلدتي أبطع وداعل، قال المصدر إنّ الوجهاء طلبوا فرصة لإقناع مسلحي «النصرة» بالخروج، وذلك بمساندة المسلحين من أبناء البلدتين الذين أيقنوا أنهم لم يعد بإمكانهم الحفاظ على مواقعهم في حال قرر الجيش البدء بعملية عسكرية نحوهما. وأكد المصدر أنّه في الأيام القادمة «سنشهد نتاج عمل المفاوضات الذي سيشكل انعطافاً في الساحة الميدانية لمصلحة الجيش السوري الذي يعمل على حقن دماء الأبرياء وتحييد المناطق عن العمليات العسكرية، وصولاً إلى الحدود الأردنية».
وفي سياق آخر، لم يشهد ريف اللاذقية الشمالي الشرقي هدوءاً حقيقياً منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ. وقال مصدر ميداني إنّ «الواقع يشير إلى أنّ ريف اللاذقية لم يعد مشمولاً بالهدنة، بعد رفضها من قبل العديد من الفصائل المسلحة ودخول جبهة النصرة بشكل كبير على خط المعارك». وتحدث المصدر عن تقدم للجيش نحو المواقع التي يستخدمها المسلحون في قصف مواقعه، حيث سيطر على تل حدادة شمال كنسبا، والذي يشرف على قريتي المزعلي والسحاقين اللتين سقطتا نارياً، ومن ثم دخلهما الجيش السوري. إلا أن عملية التثبيت لم تتمّ بعد، نتيجة استمرار المعارك ومحاولات المسلحين المستميتة لاستعادة النقاط التي خسروها.
وفي السياق، بدأ الجيش عملية عسكرية واسعة باتجاه تلال كباني الاستراتيجية المشرفة على سهل الغاب، شمالي غربي حماة. وقال مصدر ميداني إنّ المسلحين يبدون مقاومة عنيفة لمنع تقدم الجيش نحو مواقعهم، مشيراً إلى أن مدفعية الجيش كثفت ضرباتها على مواقع «الحزب الاسلامي التركستاني» و«جبهة النصرة» المحصّنة في تلال كباني.

تفجير يستهدف مقراً لـ«جبهة ثوار سوريا»

وفي القنيطرة، قتل وجرح العشرات من قيادات ومقاتلي «جبهة ثوار سوريا»، في انفجار سيارة مفخخة استهدف مقراً رئيسياً لهم في منطقة العشة جنوبي القنيطرة. وذكرت «تنسيقيات» معارضة أن التفجير استهدف مقراً إداريّاً للجبهة، ما أدى إلى مقتل «القائد العام» أبو حمزة النعيمي، إضافة إلى مقتل عدد من قادة الصف الأول، كالنقيب المنشق محمد القعيري. وذكرت «تنسيقيات» وقوع تفجير آخر بسيارة مفخخة استهدف مستودعاً للذخيرة بالقرب من المبنى نفسه، مشيرة إلى أن عدد القتلى تخطّى ثلاثين شخصاً.