وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس، أن بريطانيا تنوي استغلال دورها كدولة مضيفة لقمة مجموعة الثماني، الأسبوع المقبل، لمحاولة الجمع بين طرفي الصراع في سوريا لحضور مؤتمر «جنيف 2».
وشدد كاميرون في البرلمان «علينا أن ننتهز فرصة قمة الثماني لمحاولة الضغط على كل الأطراف لتحقيق ما نريده في هذا المجلس... مؤتمر سلام... عملية سلام... واتخاذ خطوة نحو تشكيل حكومة انتقالية في سوريا».
وأضاف إنه سيبحث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في لندن الوضع في سوريا على هامش عقد القمة.
وشدد كاميرون على ضرورة مساعدة المعارضة بكل الوسائل لترجيح كفتها في المعركة للتأكد من «أن (الرئيس بشار) الأسد يدرك بأنه لا يستطيع الفوز بالأساليب العسكرية وحدها، وأنه يجب إجراء مفاوضات بشأن حكومة انتقالية».
ورداً على أسئلة النواب، أكد كاميرون أن حكومته لم تتخذ قراراً بشأن ما إذا كانت ستمد المعارضة السورية بالأسلحة، موضحاً أن حكومته «تقدم لهم النصح وتمدّهم بالمساعدة الفنية، ولدينا أنظمة مطبقة للرد على هذا السؤال الثاني للتأكد من عدم وصول الأسلحة غير الفتاكة... إلى الأيدي الخطأ».
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماعه مع نظيره البريطاني ويليام هيغ أمس إن الولايات المتحدة وحلفاءها «سيواصلون دعم المعارضة السورية حتى يتم تغيير ميزان القوى على الأرض لمصلحتها». وجاء تصريح كيري فيما يواصل طاقم الرئيس باراك أوباما للأمن القومي والسياسة الخارجية اجتماعاته في البيت الأبيض لإعادة تقويم خيارات الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية. كيري أكد أن الولايات المتحدة وبريطانيا «لا تزالان ملتزمتين حلاً سياسياً للأزمة السورية»، وقال: «نحن نركز جهودنا حالياً على تقديم مساعدة هائلة من أجل المعالجة الطبية للمصابين السوريين، كذلك فإننا ملتزمون أيضاً تجاه مؤتمر جنيف 2». وأضاف: «الناس يتحدثون عن الخيارات الأخرى التي يمكن أن نلجأ إليها هنا، لكن لا شيء لدينا نعلنه في هذه اللحظة».
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر «جنيف 2». وأضاف لافروف، في ختام مباحثاته مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا، إن موقف المعارضة السورية يتلخص في أنها لن تحضر المؤتمر إلا بعد استعادة التوازن العسكري على الأرض. وشدد على أنه «إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار، فلن يعقد هذا المؤتمر أبداً». وأشار لافروف إلى أن موسكو تلح على دعوة جميع جيران سوريا والدول المؤثرة في المنطقة، مثل إيران ومصر لحضور المؤتمر.
وأوضح لافروف أن مبادرة روسيا بإرسال قوات حفظ سلام إلى مرتفعات الجولان تعود إلى حرصها على تحقيق الأمن في الشرق الأوسط، مضيفاً إنه لم يسمع أية تعليقات سلبية على الاقتراح.
من جهته، أكد وزير خارجية البرازيل أنطونيو باتريوتا أن بلاده تؤيد الحل السياسي من خلال مؤتمر «جنيف 2» لأنه لا حل للأزمة من خلال الحل العسكري.
وعرض باتريوتا على روسيا مشاركة بلاده مع دول أخرى في المؤتمر «للمساهمة في التوصل إلى تفاهم».
في موازاة ذلك، أكد البيت الأبيض أن الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة مؤخراً إلى الأردن غير موجهة ضد سوريا. وأوضح الناطق باسم الإدارة الأميركية، جي كارني، أمس، «أن طائرات F-16 وصواريخ «Patriot» ستشارك في مناوراتنا السنوية المشتركة مع الأردن (Eager Lion). والأمر غير مرتبط بسوريا أو أية خطط بخصوصها».
إلى ذلك، بحث مدير المخابرات الإسرائيلية (الموساد) تامر باردو في تركيا مع وكيل المخابرات التركية هاكان فيدان الملفين السوري والإيراني، في زيارة سرية يوم الاثنين الماضي، حسب ما أفاد موقع «Hurriet Daily News» الإخباري. وتبادل باردو وفيدان معلومات حول آخر التطورات في سوريا، ومدى تأثير إيران في الداخل السوري. وبحث الجانبان أيضاً إمكانات تبادل المعلومات المخابراتية بين البلدين، وذلك قبيل مؤتمر «جنيف 2» وفي ضوء بعض التقارير عن تعاون الحرس الثوري الإيراني مع المخابرات السورية ضد تركيا.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)