للتقدم الذي يحققه الجيش السوري في القصير وريفها، ضريبته. الضبعة نجح الجيش في استعادتها. كذلك فعل في الديابية. النصر في الضبعة لم يخذل مقاتلي الجيش الذين سرعان ما عاشوا لحظاته، إنما بعد فقد مجموعة من العسكريين في منطقة الحمرا، إثر كمين نفّذه أحد الضباط المتقدّمين بالسيطرة على المنطقة. انتهى الكمين باشتباك، والاشتباك أفضى إلى فقد الاتصال مع المجموعة المتقدمة، ليأتي الخبر صباح أمس باستشهاد النقيب علي شعبان وباقي عناصر مجموعته. سقوط شهداء لم يمنع عناصر الجيش السوري من التقدم لتحرير الجيوب المتبقية داخل قرية الضبعة. اكتشاف أنفاق ضخمة وسط مدينة القصير تصلها بالضبعة، أرخى بظلاله على توقعات سيناريو هرب المسلّحين وطريقة إدارتهم للمدينة طوال الأشهر الماضية. نفق رئيسي ضخم تحت المدينة، يربط القصير بالضبعة، وتمتد عنه أنفاق فرعية بعضها يتّسع لآلية عسكرية. وقد تم إغلاق نهايات بعضها من قبل المسلحين بطرق مجهولة، لم يتم الحديث عنها. السيطرة على القرى القريبة تمت تباعاً، كالصالحية والمسعودية، باستثناء بعض الجيوب التي يقوم عناصر الجيش بتأمينها. ويتوقع أحد العسكريين إكمال السيطرة على المنطقة ككل، باقتحام البويضة الشرقية خلال الساعات القادمة، والتي يتموضع فيها العدد الأكبر لمن تبقى من مسلحين في ريف القصير. وفي الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات في حيّ الخالدية داخل مدينة حمص، والمسيطر على أغلبه من قبل الجيش السوري، تتواصل الاشتباكات في قرى الحسينية وكفرعايا، حيث لم يتم تأمين جزء من بساتين ريف القصير حتى الآن، فيما استطاع الجيش أن يستعيد الديابية.
على مقلب العاصمة وريفها، لا تغطية للجوّال في حرستا، وصوت السائق المتوتر والغاضب يوحي بالكثير من الأخطار. يدعو الركاب العائدين إلى دمشق صارخاً بهم أن يسدلوا الستائر اليسارية المطلّة على المحور المسيطر عليه من قبل مقاتلي «جبهة النصرة» وقناصيها. يعيد طلبه مرّات عدة بعصبية. حاجز القوى الأمنية يصر على تفتيش السيارات المسافرة، رغم الازدحام والخوف من القنص. يبدأ الركاب بالتذمّر من الانتظار، ومن القوى الأمنية التي تصرّ على تأخير الناس دون قدرتها على منع ما يمكن أن يحصل بأساليب التفتيش البدائية التي تتبعها. محاولة رؤية أي جزء من الطريق لن تفلح في حرستا، فالإصرار على الخوف سيصل إلى حد مطالبتك بإسدال ستائر الحافلة من جهة اليمين أيضاً، وهي الجهة التي يسيطر عليها الجيش السوري، ويغطي بعض أجزائها بستائر بهدف تضليل القناص. ورغم كل ما تناقلته الأخبار عن إلقاء القبض على ضابط داخل مسشفى الشرطة، كان يقنص السيارات المارة على الأتوستراد، إلا أن أحد العسكريين في المنطقة يرجّح عدم إمكانية التخلص من جميع القناصين دون الدخول حوالى 2 كلم كمحور تأمين داخل حرستا. والمزارع الواقعة غرب الطريق الدولي دمشق ــ حمص شهدت محاولات لإحراز هذا التقدم، بمواكبة الطيران الحربي الذي حلّق في سماء المدينة، فسقط اثنان من قادة المجموعات المعارضة. العيون تتجه أيضاً إلى مدينة دوما التي تشتعل الاشتباكات فيها منذ أيام، حيث تمت سيطرة الجيش على حيّ السمسمة. الإعلام الرسمي وصف العملية بالنوعية، إذ أوقعت إصابات مباشرة في صفوف مقاتلي «جبهة النصرة» شرق مسرابا، لتصبح قوات الجيش السوري بمواجهة تجمّع المدارس. ويضع أحد العسكريين في دوما جدولاً زمنياً يقارب الأسبوع، من أجل السيطرة على تجمع المدارس وقطع شوط آمن وسط مدينة دوما. ويرى أن الوضع غير سهل في المدينة، بسبب التحصينات والأنفاق والدشم. كما تم تفكيك خمس عبوات ناسفة يصل وزن كل منها إلى 30 كيلو غراماً، داخل مزارع الرصاص بين دوما وحرستا. وفي بلدة ببيلا تواصلت الملاحقات والمداهمات الأمنية، فيما استمرات العمليات داخل مدينة داريا، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض عن مقتل رجل بسبب مواصلة القصف على المدينة.
إلى ذلك، تمكّنت القوات السورية المتمركزة في ريف درعا من إحباط محاولة تسلل «إرهابيين»، بعد عبورهم الحدود المشتركة مع الأردن من قرية المتاعية وبحوزتهم أسلحة متوسطة.
وذكرت وكالة «سانا» أنّ «الإرهابيين» قاموا بنقل المصابين منهم إلى داخل الأراضي الأردنية لمعالجتهم في المستشفيات الميدانية القريبة من الحدود.
في موازاة ذلك، أصيب جندي تركي في اشتباك مع مجموعة مسلحة حاولت دخول الحدود التركية ــ السورية في اشتباك هو الثالث من نوعه في غضون أسبوع. وقالت قيادة الجيش التركي، في بيان، إنّ موقعاً عسكرياً تركياً تعرض لاطلاق نار نفذته مجموعة مسلحة غير معروفة. وأضاف البيان أنّ الجنود الأتراك ردوا على إطلاق النار، الذي تطور إلى اشتباك دام لفترة وجيزة وأدى إلى إصابة جندي تركي بجروح.
في سياق آخر، أفرج عن والد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي كان قد اختطف قبل نحو أسبوعين قرب مدينة درعا.