عشية بدء المناظرات التلفزيونية للمرشحين الايرانيين لرئاسة الجمهورية، أكد المرشح محمد رضا عارف أن الانتخابات تجسيد حقيقي للسيادة الشعبية الدينية، عارضاً بعض برامجه وهواجسه خلال برنامج تلفزيوني عبر القناة الثانية. أما منافسه في هذا الاستحقاق رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، فأكد عبر القناة الأولى أن الشعب الايراني يمر في منعطف كبير ويستعد لصنع ملحمة سياسية.وتبدأ غداً أولى الحلقات التلفزيونية التي تتضمن مناظرات بين المرشحين على الهواء مباشرة، إذ سيكون على كل مرشّح الرد مداورة على أسئلة معلق، بينما تُستأنف الحلقات بمناظرتين أخريين في 4 و7 حزيران المقبل.
وسيكون لكل مرشح الحق في استخدام 11 ساعة من البث الإذاعي والتلفزيوني.
ويبدو قبل نحو أسبوعين من موعد الانتخابات في 14 حزيران، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي قد بات أحد المرشحين الرئيسيين الأكثر حظاً، بعدما حظي بمساندة المرجع الديني محمد تقي مصباح يزدي.
وكان حزب «المؤتلفة» الذي يدور في فلك يزدي قد رشح في البداية باقر لنكران بعدما امتنع جليلي عن الترشح باسمه على قاعدة أنه لا يريد أن يكون محسوباً على أي من الأحزاب. ومع فشل لنكراني في تجاوز مجلس صيانة الدستور، عاد يزدي بكل ما يمثّله من ثقل في المشهد السياسي الايراني وعلى صعيد الحوزة الدينية وضمن معسكر المبدئيين ليعلن دعمه لكبير المفاوضين في الملف النووي، خصوصاً أن صلابة الأخير في المفاوضات مع القوى الكبرى تعكس إرادة المرشد علي خامنئي والجناح المحافظ.
في هذا الوقت، أعلن مرشّح الإصلاحيين في إيران، محمد رضا عارف، أنه دخل السباق الرئاسي لشعوره بالخطر والقلق والخوف على المبادئ التي قامت الثورة من أجلها. وقال إنه يشعر بالقلق للهوّة الموجودة بين الجيل الأول للثورة والجيل الثالث، وإنه قلق على تقدم البلاد. وأضاف النائب الأول للرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي «نحن نؤمن بأن الثورة الإسلامية في إيران هي أكثر الثورات شعبية في العالم»، داعياً الجميع الى بذل المساعي اللازمة لإجراء انتخابات «ملحمية».
ورأى عارف أن «الانتخابات تجسيد حقيقي للسيادة الشعبية الدينية، وهي رؤيتي دوماً للانتخابات باعتباري إصلاحياً»، مشيراً إلى أن توفير فرص العمل يُعدّ من أهم برامجه. وقال إن معدل البطالة قد خلق مناخاً غير مقبول، لا سيما في أوساط الجامعيين وأصحاب الشهادات، واعداً بتوفير مليون فرصة عمل في العام، وذلك من خلال الاستفادة من تجاربه خلال حكومة خاتمي والاستعانة بالخبراء المحليين والأجانب.
في المقابل، عرض المرشح الرئاسي المحافظ محمد باقر قاليباف بعض برامجه وهواجسه في الانتخابات خلال برنامج تلفزيوني عبر القناة الأولى، مشيراً الى أن «الشعب الايراني يمر في منعطف كبير ويستعد لصنع ملحمة سياسية»، قائلاً «أعدكم بأن أعيد الاستقرار والثبات إلى الاقتصاد في غضون عامين، وأن أبدد مخاوف الناس من البطالة والتضخم. وكما عهدتموني في تطبيق المشاريع خلال عملي في أمانة العاصمة، ستجدونني كذلك خلال التصدي لمهمة الرئاسة».
ورأى قاليباف أن نجاح السياسة الخارجية، سواء أردنا أن نقاوم أو نواجه أو نفاوض، رهن بالتلاحم والتضامن الوطنيين وتوافر الطاقات الفاعلة والقوية». وأوضح أن البعض يشعر بأن «الحظر يقف وراء ظهور المشاكل، ولذا ينبغي تسوية قضية الحظر» الدولي على الاقتصاد والنفط والمؤسات المالية، مؤكداً أن «سوء التدبير وضعف الإدارة وعدم الالتزام بالبرامج وتهميش النخب هي أكثر ضرراً من الحظر نفسه».
من جهة ثانية، أبقت إيران على الحكم بالإعدام رجماً في قانون عقوباتها الجديد لمعاقبة الزنى، لكن النص الجديد يترك للقاضي حرية اختيار طرق إعدام أخرى.
وأكد المتحدث باسم اللجنة البرلمانية محمد علي اسفناني، لوكالة الأنباء الايرانية «مهر»، أن الرجم مذكور في الشريعة الاسلامية «ولم يُحذف، وتبقى الكلمة في القانون، لكن طريقة تطبيقها تُركت لخيار» القاضي.
(فارس، أ ف ب، مهر)