لم تكد موسكو تعلن عزمها على تسليم دمشق صواريخ «أس 300» حتى لاقى موقفها صدى إسرائيلياً عبّر عنه وزير الدفاع، موشيه يعالون، بنبرة لم تخل من تهديد واضح، في وقت كان فيه رئيس الأركان، بيني غانتس، يقول إن تل أبيب تتجه نحو تهدئة الأجواء مع دمشق ولا تريد مواجهة معها.
وفيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يدعو وزراءه إلى التزام الصمت في كل ما يتعلق بسوريا، انفرد يعالون بتصريح يتيم قال فيه إن وصول هذه الصواريخ إلى سوريا يشكل تهديداً بالنسبة الى تل أبيب، مشيراً إلى أن إرسالية الصواريخ لم تنطلق بعد إلى الدرب «وآمل ألا تنطلق، ولكن إذا وصلت لا سمح الله إلى سوريا، فسوف نعرف كيف نتصرف».
وفي وقت لاحق، خرج وزير الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية، يوفال شتاينتس، ليقول إن إسرائيل «ترفض الادعاءات الروسية القائلة بأن هذه الصواريخ هي صواريخ دفاعية، بل هي صواريخ هجومية لأن مداها يصل إلى 200 كلم، ما يسمح لسوريا بمهاجمة طائرات إسرائيلية في عمق إسرائيل، وبالتالي هذا سلاح يهددنا». وأضاف الوزير المقرب من نتنياهو «نحن لا نفهم هذا التصرف، ونحن نرى أنه تصرف غير مسؤول أن يتم تزويد الأسد بسلاح من هذا النوع في هذا الوقت بالذات».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن إسرائيل تتابع بقلق الجهود الخاصة التي تبذلها السلطات الروسية لنقل البطارية الأولى من «أس 300» إلى سوريا بأسرع وقت ممكن وإدخالها الحيز العملاني خلال أشهر معدودة. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إنه ليس فقط أن الروس لم يغيروا قرارهم بتسليم صواريخ «أس 300» إلى سوريا، بل إن القيادة الروسية أصدرت توجيهاتها إلى الصناعات العسكرية بتسريع تنفيذ الصفقة وتزويد دمشق بالصواريخ بأسرع وقت ممكن.
وبحسب «يديعوت»، فإن الروس، وخلافاً لتعهداتهم قبل عامين، سيبيعون سوريا رادارات متطورة لصواريخ «ياخونت» المضادة للسفن تحسن دقة إصابتها. وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب لم تنجح عام 2011 في الحؤول دون إبرام صفقة بيع الـ«ياخونت» لسوريا، إلا أنها تمكنت من التوصل إلى اتفاق مع الروس يقضي بعدم تسليم دمشق منظومات رادارية تتيح إصابة دقيقة للصاروخ على مسافات بعيدة.
وأوضحت الصحيفة أن صواريخ «ياخونت» التي تمتلك منظومة مزدوجة للإطباق على الهدف هي الأحدث الموجودة في سوريا. وإذا ما استفادت الأخيرة من مداها الأقصى، فإن من شأن ذلك أن لا يهدد نشاط سلاح البحرية الإسرائيلي فقط مقابل السواحل السورية واللبنانية، بل أيضاً مقابل سواحل حيفا وعكا.
والآن، وبعدما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسليم سوريا منظومات الكشف والتعقب الحديثة، فإن ذلك سيتيح استخدام الصواريخ ضمن مدى 200 إلى 250 كلم.
وعلى خط مواز، كان رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، يؤكد أنه ليس لدى اسرائيل رغبة في خوض القتال في سوريا. وفي عرض للوضع الأمني، قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، قال غانتس «ليس لدينا رغبة في الدخول إلى عملية قتالية في سوريا، وفي حال تشخيص إطلاق نار متواصل أو خطير، فإننا نعمل من أجل رفع الخطر. وهذا الأمر ضمن صلاحيات القيادات الميدانية». وأضاف موضحاً أنه «إلى جانب الرسائل التي تبعث بها اسرائيل بشأن نقل الأسلحة الى حزب الله، فإنها تتجه الى تهدئة الأجواء». ولفت رئيس الأركان الإسرائيلي إلى «تطور نزعة من انعدام الاستقرار تشهدها هضبة الجولان، وهناك شعور بارتفاع عدد العمليات التخريبية»، مشيراً إلى أن «الجيش الإسرائيلي يطور في مقابل ذلك قدرات ونظريات عمل مختلفة، بما في ذلك المستوى الدفاعي وعند الحاجة تحركنا بالنار أيضاً».
من جهته، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أفيغدور ليبرمان، إن الفترة الأخيرة تتميز بتجاوز الخطوط الحمر من قبل المحور الراديكالي، في إشارة إلى إيران وسوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية. وأضاف متطرقاً إلى الوضع في سوريا إن «مقتل 90 ألف شخص لم يحظ برد من جانب المجتمع الدولي، والرد الذي حصلنا عليه هو أنهم سيخلون مراقبي الأمم المتحدة».