في ظل المعطيات القليلة التي رشحت عن اللقاء الروسي الأميركي التحضيري لمؤتمر «جنيف 2»، شَغَلت روسيا الأوساط السياسية والإعلامية الدولية أمس بتأكيدها المضي في صفقة تزويد الجيش السوري بمنظومة صواريخ «إس 300». وتعليقاً على المحادثات الروسية ــ الأميركية الأخيرة التي بحثت التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2»، رأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن «المؤتمر الدولي لتسوية الأزمة السورية برعاية روسيا والولايات المتحدة الأميركية لن يعقد إلا إذا تمكّنت المعارضة السورية من تحديد ممثليها». وأضاف أن عدم استعداد المعارضة السورية لإرسال وفد رفيع المستوى إلى مؤتمر «جنيف 2» «يهدد آفاق انعقاده». وتابع قائلاً إن «المهمة الرئيسية حالياً تتمثل في تحديد تشكيلة لوفد المعارضة تتمتع بصلاحيات كافية لإجراء المناقشات ولا تطرح شروطاً مسبقة مطالبة دمشق باتخاذ خطوات معينة». وأكد ريابكوف أن تحقيق هذا الهدف «مازال ممكناً، لكنه يتطلب من الأطراف التي تؤثر على قرارات المعارضة السورية مثل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والسعودية وقطر، تكثيف العمل معها». وفي هذا الاطار أبدى ريابكوف أسفه الشديد حول دور قطر التي «ما زالت تتبع نهجاً مدمراً جداً في هذا المجال».
وتريد موسكو أن تكون إيران مشاركة في «جنيف 2» وهو الأمر الذي ترفضه كل من واشنطن وباريس. وحذّر مسؤول فرنسي رفيع المستوى «من أن تستغل طهران مشاركتها في حل النزاع السوري لمطالبة القوى العظمى بتنازلات بشأن برنامجها النووي».
وفي إطار ما رشح عن لقاء وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أعلن مصدر روسي لقناة «العربية» أن الحكومة الروسية «متفائلة حول مؤتمر جنيف 2»، بناء على تفاهم جرى بين الطرفين. وقال المصدر، إنه «تمّ الاتفاق على أن يُستثنى من النقاش في المؤتمر وزارات الأمن والقوات المسلحة والمخابرات والبنك المركزي». وأضاف المصدر أن اتفاق كيري ــ لافروف «سمح للطرفين بالاعتراض على الطرف الآخر، أي إعطاء وفد الحكومة السورية حق الاعتراض على مشاركة أي عضو في وفد المعارضة». وتابع المصدر أن الاتفاق الثنائي «وسّع دائرة المعارضة التي لن تشمل فقط وفد الائتلاف الوطني، بل ستضمّ أيضاً أطراف المعارضة الأخرى».
من جهة ثانية، شَغَل الروس مجدداً الأوساط السياسية الدولية أمس بعدما أعلن نائب وزير الخارجية ريابكوف أن روسيا «لن تلغي خططاً لتزويد سوريا بنظام للدفاع الجوي لأن ذلك سيساعد على ردع المتهوّرين الذين يعتزمون التدخل في الصراع السوري». وقال، في مؤتمر صحافي، «نعتقد أن تسليم شحنة صواريخ إس ــ 300 للجيش السوري هو عامل مساعد على الاستقرار وأن مثل هذه الخطوات ستمنع بعض المتهوّرين من استكشاف سيناريوهات يمكن أن تعطي للصراع طابعاً دولياً بمشاركة قوات من الخارج».
ولم يكشف المسؤولون الروس عما إذا كانت الصواريخ قد أُرسلت بالفعل إلى سوريا كما لم يوضح ريابكوف ذلك في مؤتمره أمس. «لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي أن تسليم هذه الشحنات حدث بالفعل. كل ما أستطيع قوله إننا لن نعدل عنها»، هذا ما قاله ريابكوف. وأضاف «نرى أن هذه المسألة تقلق عدداً كبيراً من شركائنا، لكن هذا لن يدفعنا الى أن نراجع موقفنا في هذا الشأن». سفير روسيا لدى حلف شمالي الاطلسي «الناتو» ديمتري روغوزين أكد من جهته أن «روسيا ستنفذ صفقة أنظمة صواريخ إس ـ300 للدفاع الجوي مع سوريا»، ورأى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشينكو أن الصفقة «تمثّل عامل استقرار في المنطقة».
روسياً أيضاً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية نشر 4 أنظمة دفاع جوي من طراز «إس 300» في جنوب البلاد، في إطار التأكيد على جهوزية القوات المسلحة الروسية للقتال.
من جهة اخرى، كشف مصدر عسكري روسي عن زيارة وشيكة لعدد من سفن البحرية الإيرانية للأسطول الروسي في بحر قزوين، «في إطار خطة لتطوير التعاون بين البحرية الروسية والدول المطلة على هذا البحر وتعزيزه». وبحسب المصادر العسكرية الروسية، يتوقع أن تعقد قيادة مجموعة السفن الإيرانية لقاء بقيادة الأسطول الروسي وإدارة مقاطعة أستراخان الروسية.
(أ ف ب، رويترز)