حلب | واصلت وحدات الجيش السوري تقدمها في محور شمال حلب، وبسطت سيطرتها على تلة ضهرة عبد ربه وتلة ضهرة القرعة، وهما تلتان استراتيجيتان على الطريق الدائري الذي يحيط بشمال المدنية والمناطق التي تؤدي إلى حريتان وعندان والريف الشمالي الذي يعتبر أكبر بؤرة للمسلحين في محافظة حلب، في وقت بدأت فيه وحدات أخرى فكّ الحصار عن بلدتي نبل والزهراء والتقدم نحو عندان. ويبسط الجيش السوري سيطرته على معظم الطريق الدائري شمالي حلب الممتد من دوار الليرمون إلى الحيدرية مع وجود مخاطر قنص من المسلحين، وذلك بعد أن بسط سيطرته على الطريق الموازي له جنوباً، والذي يمتد من الراموسة غرباً إلى مطار حلب الدولي شرقاً.
مصدر ميداني قال لـ«الأخبار» إنّ «المنطقة الممتدة من دوار الليرمون باتجاه غرب الكاستيلو وصولاً إلى تلة عبد ربه ومنطقة المقالع وضهرة القرعة أصبحت مؤمنة بالكامل، ويسعى الجيش السوري إلى تأمين الطريق إلى مخيم حندرات لتأمين مستشفى الكندي وصولاً إلى السجن المركزي». وأضاف المصدر أن «وحدة هندسية فكّكت مئات العبوات المزروعة في قرية ضهرة عبدر به، وتمت مصادرة أسلحة وذخائر وكمية من القنابل».
في المقابل، يسيطر مسلحو الجيش الحر على مناطق شمالي الكاستيلو ومنطقة المعامل والرحبة ومقطع البكارة والعويجا ومخيم حندرات، وصولاً إلى محيط سجن حلب المركزي، حيث يرابط آلاف المسلحين، بينهم نسبة من العرب والأجانب، في عدد كبير من المزارع والمنشآت العامة والخاصة وفي القرى المحيطة بالسجن، مزودين بعدد من الدبابات والمدرعات وعشرات سيارات الدوشكا مع رشاشات مضادة للطائرات.
وتعتبر المناطق المذكورة من أهم قواعد انتشار «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«لواء التوحيد» ومنها انطلقوا لخوض أعنف المعارك في الأسابيع الأخيرة، حيث تمكن المسلحون من السيطرة على مستودع أسلحة للجيش في الشقيف الواقعة بين الشيخ مقصود وضهرة عبد ربه، وعلى مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين حيث عمدوا إلى طرد سكانه وعددهم نحو 6500 نسمة. وبحسب مصدر في تنسيقيات المعارضة، فإن «تقدم الجيش السوري في المنطقة فرض المصالحة بين الهيئة الشرعية وجبهة غرباء الشام، حيث اضطرت الهيئة إلى وقف القتال مع مسلحي غرباء الشام والعفو عن المتورطين منهم، مقابل مشاركتهم في صد أرتال الجيش النظامي».
ويسعى الجيش السوري بعد سيطرته على تلة ضهرة عبد ربه والتقدم شرقاً إلى إحكام الطوق على جيب المسلحين في حيّ بني زيد وقطع الإمدادات عن المسلحين المتحصنين في حي الشيخ مقصود داخل المدينة، وقضم المزيد من الأراضي شمالاً لفك الحصار عن السجن المركزي الذي يضمّ أكثر من 4500 سجين غالبيتهم من ذوي الأحكام الجنائية الخطيرة.
وحسب المصدر الميداني، فإن الجيش «سيسعى لتثبيت سيطرته على المنطقة كما جرى جنوباً في الشيخ سعيد وعزيزة وجسر عسان، والانطلاق منها لقضم المزيد من المساحات باتجاه السجن المركزي، بالتوازي مع إطباق الحصار على مسلحي حيي بني زيد والشيخ مقصود».
وتعتبر منطقة ضهرة عبد ربه نقطة تقاطع طرق الامداد اللوجستي القادمة من الريف الشمالي والموصولة بتركيا إلى الأحياء الشمالية والشرقية من حلب، التي وقعت في قبضة المسلحين، وتمكن من مراقبة قطاعات واسعة من ضواحي حلب الشمالية والسيطرة عليها.
ميدانياً، أيضاً، استهدفت نيران الجيش السوري مجموعات مسلحة حاولت التقدم من مبنى الزراعة ومستودع الحديد ومعمل الزجاج نحو سور سجن حلب المركزي، ودمرت عدداً من آلياتها ورشاشاتها الثقيلة ومدفعاً من عيار 23 ملم مضاداً للطائرات، كما استهدفت عدداً من المقار في مزارع الكاستيلو وحاجزاً طياراً للمسلحين على طريق حلب_حريتان، ومجموعة بالقرب من دوار بعيدين الذي يعتبر نقطة انتهاء الطريق الدائري شمالي حلب.
وفي نتائج المعارك الأخيرة، فإن الجيش السوري بات يحكم السيطرة على مداخل حلب الغربية والجنوبية والجنوبية الشرقية والشمالية الغربية، أي على أكثر من ثلاثة أرباع الطرق الدائرية المحيطة بالمدينة، والتي يبلغ مجموع أطوالها نحو 55 كيلو متراً، ويسعى لتثبيت هذه المعادلة، ومنع المسلحين من إحراز أي تقدم كما حصل في محور الشقيف _ الشيخ مقصود قبل أكثر من شهر.
بالتوازي مع تقدم الجيش السوري لإحكام الطوق حول حلب، تقدمت وحدات باتجاه بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ نحو سنة، وتخوض مع قوات الدفاع الوطني المدافعة عن البلدتين معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة في بلدة خربة عندان المتاخمة لعندان التي تعتبر أهم معاقل المسلحين في الريف الحلبي.