غزّة | أثارت تصريحات وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة، فتحي حماد، عن «المحافظة على منسوب الرجولة في غزّة» حفيظة الرجال، وخصوصاً النشطاء والصحافيين عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم «فيسبوك»، فمنهم من سخر، ومنهم من استهجن واستغرب. وكتب الناشط محمد أحمد على صفحته «الفيسبوكية»: «الرجولة أخلاق، حضور، ممارسة، تكوين أسرة والحفاظ عليها، والأهم من ذلك الرجولة تكمن في كيف أن تكون إنساناً»، متسائلاً عن «كيفية قياس منسوب الرجولة بالنسبة إلى حماد»، وأشكال العقاب التي قد تفرض على الشباب الذين يفتقرون إلى هذا المنسوب.
وأوضح محمد لـ«الأخبار» أن «كلّ ما في الأمر إضفاء شرعية على بعض الممارسات التي ينفّذها رجال الأمن التابعين للحكومة ضدّ الشباب، الذين يرتدون أزياءً معينة، مثل البنطال الضيق، ويسرحون شعورهم على الطريقة الغربية».
بدوره، أوضح الكاتب نافذ غنيم أن نهج حكومة «حماس» بدأ بخطوة صغيرة، كبر وتفرع وامتد، «هم يتسربون إلى عمق المجتمع وفق منطق التدرج، يبدأون بتمرير موقف ما، يتحسسون ردّ فعل المجتمع، يتراجعون إذا ما علت وتيرة الاحتجاجات، ثم لا يلبثون أن ينقضوا من جديد، وعندما يجدون صمتاً يذهبون إلى ما هو أبعد». وقال: «يمسكون الآن بتلك القضايا التي تداعب مشاعر المواطنين مستغلين الموروث الثقافي القائم، وأحياناً ما يدغدغ مشاعر الناس الدينية، مستفيدين من عاطفة الناس، وهشاشة الوعي الديموقراطي، لكن الخطير في الأمر أن السير بهذا الاتجاه يعني ترويض المجتمع والتدرج به، وصولاً إلى الانقضاض على ما هو أبعد وأعمق، وأقصد هنا ضرب كل من يعارض فكرهم وسياستهم وتوجهاتهم».
وكان حماد قد أعلن أنّه ستجري مراقبة «منسوب الرجولة» في قطاع غزة، غير آبه لتصريحات المسؤولين في المراكز التي تعنى بحقوق الإنسان، متهماً أغلبهم بتلقي الأموال من مصادر مشبوهة مثل الولايات المتحدة. وقال حماد خلال تخريج فوج من جنود الأمن الوطني: «نحن شعب فتيّ يحافظ على أبناء وطنه ومجتمعه، وبحاجة إلى رجال أشداء أقوياء يستطيعون حماية الثغور».
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أنّ حماد قام بتخريج فوج من الضباط يُدعى «وحدة التدخل وحفظ النظام»، مهمته محاربة التصرفات التي لا تليق بالمجتمع المسلم، وتوكل إليهم مهمات مساءلة من يرون أن تصرفاته غير لائقة أو منافية لتعاليم الإسلام، ومن حقهم توقيف أيّ كان وطلب هويته اثبات شخصيته.
وقالت الناشطة عروبة عثمان لـ«الأخبار»: «لستُ صاحبة اختصاص لأعلن معايير الرجولة الحقيقية، أو أكشف عن جهاز قياس منسوبها، لكنني أستطيع أن أعلن أن الانخفاض الأكبر في مستوى الرجولة لاحظته في كلام وزير الداخلية بغزّة فتحي حماد عن إصراره على مراقبة انخفاض مستوى الرجولة في غزّة». وأضافت أن «الرجولة لا تعني أن تُسقِط فشلك على الغزيين، فتسرع في اتهامهم بانخفاض مستوى الرجولة وتدني منسوب هرمون الذكورة في أجسادهم إلى حدٍّ يفقدهم الرجولة الحمساوية».
واشارت إلى ضرب الصحافيين والاعتداء عليهم، مضيفةً أن «الرجولة لا تعني أيضاً أن توجه عصاك نحو جسد امرأة خرجت إلى الشارع لتعبّر عن رفضها للانقسام، بعد أن خذلتم الشعب برفقة سلطة رام الله، وأسقطتم كل جهود إعادة اللحمة الوطنية، ولا تعني أن تستدعي أو تعتقل من يخالف رأيك ونهجك، ولا تعني أن تعيّن أفراداً من الشرطة لمراقبة الصفحات الشخصية للمختلفين معك على مواقع التواصل الاجتماعي». وشددت على أنه لا يحق لأي شخص أن ينصّب نفسه وصياً على حياة الغزيين، ويطلق حملات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3 تعليق
التعليقات
-
حماس إخوان، والإخوان يبدو منحماس إخوان، والإخوان يبدو من ممارساتهم أن هدفهم في النهاية هو إلهاء الناس، فبينما ينشغل الناس بإثبات الرجولة وإثبات الإيمان والإسلام على الطريقة الإخوانية، يركزون هم على الإمساك بالسلطة أكثر فأكثر، والمريب أن سياسات الإخوان في خطوطها العريضة لا تختلف عن سياسات سابقيهم بل تنافسها أحيانا وتزايد عليها في ذات الاتجاه لكن مع غطاء إسلامي وشرعية دينية خطيرة تجعل من الصعب على أي مواطن معارضتهم، خوفا من الوقوع في وهم معارضة الدين والشرعية الدينية التي احتكرها هؤلاء، أي باختصار هي ديكتاتورية جديدة بعباءة إسلامية وهو أمر غاية في الخطورة.
-
ألأخبار وحماس.ليس سرا أن صحيفة ألأخبار كانت ولا زالت تميل سياسيا إلى حماس كونها حسب ألأخبار وحزب ألله وسوريا، وها هي ألآن تكتشف ما هي حماس سياسيا وفكريا. هل كنتم مخدوعين بحماس إلى هذا ألحد ؟ وهل أنتم مخدوعين بأشياء أخرى كثيرة على غرار خدعة حماس ؟ ألتحليل ألسياسي والفكري ألخاطيء يقود إلى مواقف خاطئة يا علمانيين متنوريين.
-
ياأخت عروبة عثمان ـ أود انياأخت عروبة عثمان ـ أود ان افيدك بأن مقياس الرجولة عند الحمساويين هو قدرتهم على تخريب حياة الفلسطينيين في سوريا بعد ان دمزوا مخيم اليرموك وشردونا للمرة الثانية حيث كنا نعيش بأمان دمروا بيتي في المخيم يداً بيد مع ارهابيي القاعدة سزقوا محتويات بيوتنا وانا اعرفهم بالإسم بعد ان جاءنا السيد خالد مشعل عندما التجأ الى سوريا التي احتضنته بعد ان ادعى انه كان مهدداً بالقتل من اسرائيل في الأردن، وزع الأموال في المخيم ليشتري القتيان ويقيم حفلات الزواج الجماعي المشروط بالإنتماء لحماس، قروش صرفها من أموال النفط والنتيجةإحنا مشردين في لبنان بعد ان كنا نعيش بأمان،لانجد الخبز هنا ولا الدواء الذي كنا نأخذه ببلاش من المستوصفات العامة في سوريا،علماً ان حفلة زواج ابنة خالد مشعل كلفت مليوني دولار قبل اربع سنوات في دمشق. هذه هي مقاييس الرجولة، على فكرة نسيت أقللك ان من المقاييس هو عدد السوريين الممكن قتلهم على بد الحمساويين تحت اسم الجهاد!