تناولت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية في تقرير لها، أمس، سيطرة «جبهة النصرة» على آبار النفط السورية في المنطقة الشرقية، وطريقة تكرير النفط المسروق وبيعه في الشوارع والأزقة الشعبية. ويلفت التقرير إلى «أنّ حوالى 380 ألف برميل من النفط الخام تم إنتاجها في الرقة وفي المنطقة الصحراوية شرقي المدينة من قبل مقاتلي جبهة النصرة». ويضيف: «هذه المجموعة الجهادية تبيع النفط الخام لأصحاب المشاريع المحلية، والذين يستخدمون مصافي محلية الصنع لإنتاج بترول لا يضاهي البترول المصفى بطرق نظامية». ورأت الصحيفة «أن قدرة جبهة النصرة على الاستفادة من النفط المحلي، بالرغم من العقوبات التي تمنع بيعه في الخارج، ستقلق الاتحاد الأوروبي الساعي إلى رفع الحظر، وفي الوقت نفسه تهميش الجهاديين في سوريا». الصحيفة البريطانية تلفت إلى أنّ «حقول النفط ستلعب دوراً استراتيجياً، لأنّ حقول النفط الموجودة في مناطق كالحسكة ودير الزور والرقة متاخمة، حسب جبهة النصرة، لموطن «الدولة الإسلامية» في العراق». وأشارت الصحيفة إلى أن النفط الذي تستخرجه «النصرة» يشحن إلى آلاف المصافي الصغيرة والمصنعة محلياً، والتي تكاثرت في شمال البلاد مؤخراً، وأن هذا النفط الخام يقطر ببراميل وأوعية ملحومة يدوياً، نصفها مدفون تحت الأرض، وتشغل من خلال إحراق الشوائب النفطية. وأضافت إنه لا يعرف حتى الآن مقدار الأرباح التي تكسبها «جبهة النصرة» جراء بيع المواد الخام، وخصوصاً أن الوقود والكيروسين يتصدران مبيعاتها، حتى إنهما يباعان في الشوارع كالخضر يومياً.
وأفادت الصحيفة بأنّ «مصدر هذه العمليات هو المنطقة الصحراوية خارج بلدة المنصورة قرب الرقة من جانب نهر الفرات، والعمال فيها يتقاضون ما بين 3 آلاف إلى 20 ألف ليرة سورية يومياً، غير آبهين بالأمراض الناتجة من استنشاق البخار، والذي بدت على بعضهم أعراضها، بالإضافة إلى أنه تتبع طرق قديمة وبسيطة في التكرير كتلك المشروحة في الكتب المدرسية».
رئيس «هيئة الأركان في الجيش الحر»، سليم ادريس، طالب الغرب بمساعدته في السيطرة على حقول النفط التي استولت عليها «النصرة»، ووصفت الصحيفة ذلك بأنه أضغاث أحلام لأن الدعم الغربي في الوقت الحاضر بلغ أدنى مستوى له منذ بداية الأزمة. وحسب التقرير، فإنّ «سليم إدريس توعّد جبهة النصرة بأنه في حال انتهاء الحرب سيتعاملون مع النصرة بطريقتهم الخاصة، بالرغم من الاقتتال في ما بينهم والسرقات بسبب نقص المال، هذا الشيء الذي جعل السكان ينفرون منهم».
ويتابع التقرير إنّ قوة «جبهة النصرة» العسكرية سمحت لها «بالسيطرة على مناطق واسعة وعلى الاقتصاد، حتى إنهم سيطروا على إنتاج الدقيق وكسبوا المال من بيعه للمخابز والذين يملكون أنفسهم بعضاً منها». وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنّ «جبهة النصرة قاتلت ألوية أخرى من ألوية المعارضة، وبدأ مؤخراً ظهور الكثير من الاحتجاجات ضد سياستها المتطرفة، وخصوصاً بعد إعدامها ثلاثة جنود في ساحة المدينة الأسبوع الماضي». وأضافت الصحيفة إن كل هذه الأعمال التي تقوم بها هي تحت عنوان «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا».
(الأخبار)