بنغازي | التفجيرات المتفرقة والمتتالية لم تترك مجالاً للشك من قبل أهالي بنغازي لتصديق رواية الداخلية التي كررت مراراً بأن الهجوم على موقف سيارات مستشفى «الجلاء» في الأسبوع الماضي، والذي خلّف ضحايا بشرية، ما هو إلا حادث عرضي. وبدأ الجميع هنا يشك بحقيقة الرواية القائلة بأن صياداً هو السبب بمتفجراته التي كان يرغب في الوصول بها إلى البحر باحثاً عن الرزق، إلا أن حرارة الشمس لم تسعفه وانفجرت عدة صيده في الحاضرين. الصياد الذي ذُكر اسمه، من دون تحديد خيمة عزائه، جاب شباب المدينة يبحثون عن أهل له لتصديق الرواية لكن من دون جدوى، ما اضطر الجميع الى طرح عدة أسئلة حول مصلحة الداخلية في الكذب على الرأي العام وعلى من هي تتستر في الأساس.
ما إن يستيقظ سكان مدينة بنغازي في الصباح بعدما تكون أعينهم قد غفت على أصوات التفجيرات التي تهز سكون المدينة في جهات مختلفة، حتى يذهبوا لتفقد الخسائر التي يأمل الجميع بأن تكون فقط مادية.
ليلة حامية الوطيس مرت على المدينة مساء الجمعة بعدما قام مسلحون مجهولون بمحاولة تشتيت جهود قوات الصاعقة التي تسلمت الأمن في المدينة في اليومين الماضين.
الليلة التي بدأها ملثمون بإلقاء قنبلة يدوية على إحدى الدوريات، نقل على أثرها أحد الجنود مصاباً إلى مركز بنغازي الطبي، بينما فر الجناة.
في وسط المدينة العريقة، قام مجهول آخر بإلقاء قنبلة أمام مدخل الكنيسة الأرثوذكسية «فيا تورينو Via Torino» لم تسفر عن أي أضرار، إلا أن شباب الحي فضلوا حراستها حتى الصباح.
موقف سيارات مصرف الإجماع لم ينج هو الآخر من قنبلة عابرة هزت الحي وأيقظت المدنيين. أما مراكز الشرطة _ المستهدف الأكبر _ فقد نالها من التفجير ما طالها، فألقيت قنبلة على مركز المدينة الجديد في وسط المدينة.
ليس ببعيد عن مركز التفجيرات، عمدت سيارة مسرعة الى الرماية العشوائية على إحدى الدوريات عند أحد المفارق، والسبب والفاعل مجهولان حتى اللحظة.
أما سكان المدينة، شاهد العيان الوحيد على الحادثة، فيجوبون الشوارع كل يوم متفقدين أماكن التفجير وملتقطين صوراً تذكارية يمنّون النفس بأن يرى أحفادهم المدينة في حال أفضل مما هي عليه اليوم.
تأتي هذه التطورات في ظل تقارير إعلامية أميركية نشرتها الـ CNN عن احتمال تدخل عسكري في ليبيا، بعد الشريط المصور الذي نشرته الشرطة الفيدرالية الأميركية FBI مطلع الأسبوع الماضي حول الهجوم الذي استهدف المجمع الدبلوماسي في بنغازي في أيلول الماضي. ويظهر في الشريط 3 أفراد، أفادت مصادر أمنية عن تورطهم في الحادثة.
وكان (رويترز)، الضابط في الجيش الليبي حامد بالخير، قد أفاد بأن جماعات مسلحة هاجمت مواقع عسكرية بقنابل وقذيفة صاروخية في بنغازي (ثاني أكبر مدينة في ليبيا).
وقال إنه لم يصب أحد بأذى في الهجمات الأربع التي استهدفت ثلاثة مواقع عسكرية في بنغازي الليلة الماضية (السبت)، مضيفاً إن قنابل محلية الصنع أُلقيت في ثلاث من هذه الهجمات، بينما أطلقت قذيفة صاروخية في الهجوم الرابع.