عاد ملفّ «المتشددين الأوروبيين» للظهور مجدداً ضمن التقارير الصحافية الغربية، بعد جملة تصريحات لقيادات أوروبية عن مخاطر هؤلاء، الذين خرجوا من بلادهم لمساندة المعارضة السورية المسلحة، والمخاوف المترتبة على عودتهم إلى أوطانهم. وسلّطت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية الضوء على المخاوف الألمانية من عودة نحو 40 شخصاً يحملون جوازات سفر ألمانية. وأعلن وزير الداخلية الألماني، هانز بيتر فريدريخ، أن نحو «700 مقاتل من أصول أوروبية يقاتلون في صفوف الميليشيات المتطرفة في سوريا».
ونقلت الصحيفة عن فريدريخ قوله إنّ «هؤلاء قد يفكرون بالعودة إلى البلدان الأوروبية التي يحملون جنسيتها كإرهابيين»، قائلا إنّه «لا بدّ من وضع سياسة جديدة من خلال الاتحاد الأوروبي تمنعهم موقتاً من معاودة دخول أوروبا».
وينوي فريدريخ إثارة اقتراحه بمنع عودة هؤلاء إلى أوروبا، لمدة عامين، خلال اجتماع لحكومات الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، غير أنّه قد يكون من الصعب قانوناً إبقاؤهم بعيداً، لأن غالبيتهم تحمل جوازات تعود لدول الاتحاد ولديهم عائلات هناك ووظائف وقد يتمتعون بمناصب أيضاً.
وفي صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقرير يفيد بأنّ الدولة السورية ومؤسساتها هي ضحية الصراع، إذ إنّ «مجموعة من الجماعات المسلحة تقاتل في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة، وتقوم بإنشاء الحدود الفاصلة بين المعاقل المسلحة»، مشيراً إلى أنّ «راية الإسلاميين السوداء ترفرف فوق معظم أراضي شمال سوريا، ووسط البلاد يقع تحت سيطرة الميليشيات الموالية للنظام ومقاتلي «حزب الله». أما الشمال الشرقي، فينشط الأكراد لتحويله إلى منطقة حكم ذاتي».
وذكرت الصحيفة أنّ «إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاءها يؤيدون هدف المتمردين بإسقاط الرئيس بشار الأسد، لكن لا توجد قواسم مشتركة بينهما وبين العديد من مجموعات الثوار التي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية، ومن بين هذه المجموعات جبهة النصرة»، كذلك فإن المعارضة منقسمة على نفسها بسبب الخلافات الأيديولوجية وبسبب التنافس في ما بينها على الاستيلاء على الموارد.
ميدانياً، وقع تفجير عبوة ناسفة في حيّ المزرعة في دمشق بالتزامن مع إطلاق قذائف هاون على حيّ التضامن جنوب العاصمة. وقالت «لجان التنسيق المحلية» إنّ القذائف سقطت لدى توغل الجيش داخل الحيّ، بالتزامن مع عمليات عسكرية في حيّ جوبر.
بالمقابل، أفادت وكالة «سانا» عن استمرار الاشتباكات في محيط بلدات قيسا والجربا والبحارية وفي المزارع الواقعة بين دوما وحرستا في ريف دمشق.
في سياق آخر، أعلن حاكم محافظة «هاتاي»، جلال الدين لكيسيز، أنّ قوات الأمن التركية قبضت على أحد المشتبه فيهم الرئيسيين بتنفيذ تفجيري الريحانية. وأضاف: «ما زال البحث جارياً عن شخصين آخرين متورطين في الاعتداءين».
وأوضح أنّ الرجال الثلاثة، وهم جميعاً من المحافظة، حاولوا الفرار إلى سوريا، لكن قوات الأمن منعتهم من ذلك.
وأفادت قناة «ان.تي.في» الإخبارية بأنّ الموقوف قد يكون من اشترى السيارتين المستعملتين في الاعتداءين.
وأكد لكيسيز أنه باعتقال المشتبه فيه، يكون عدد المشتبه فيهم الموقوفين قد بلغ 13.
(الأخبار، أ ف ب)