سجلت المملكة العربية السعودية أربع حالات جديدة مصابة بالفيروس التاجي الجديد (كورونا) الشبيه بفيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) في المنطقة الشرقية للبلاد، ليرتفع بذلك عدد المصابين بالفيروس في المملكة إلى 28 حالة.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية أن «حالة تماثلت إلى الشفاء وخرجت من المستشفى، بينما لا تزال ثلاث حالات تتلقى العلاج وتخضع حالياً للرعاية الطبية». وأشارت إلى أنها نسقت مع «استشاريين متخصصين في مجال مكافحة الأمراض المعدية من جامعات عالمية في أميركا وكندا يعملون معها»، بالإضافة إلى «اللجنة الوطنية للأمراض المعدية التي تضم استشاريين من الجامعات السعودية والقطاعات الصحية والعسكرية والتخصصية». وأكدت الوزارة أنها «ستعلن عن أي معلومات أو توصيات علمية جديدة بشأن المرض».
وفور شيوع الخبر، ساد الهلع بين سكان المنطقة الشرقية في السعودية، وخصوصاً في محافظة الأحساء التي سجل فيها قسم كبير من الإصابات بالفيروس الجديد. ولجأ العديد من سكان الأحساء إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بعد تسجيلهم ارتفاعاً ولو محدوداً في درجة الحرارة. وقال أحد سكان الأحساء لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف «لقد أصبت بحرارة ولجأت على الفور الى المستشفى للتأكد من عدم إصابتي بفيروس كورونا. لقد تم وضعي في العزل». وأضاف «هذا أمر يرعبني ويرعب جميع من معي، ونطالب الجهات المسؤولة بإيجاد حل لهذه المشكلة». وأصابت حالات الهلع خصوصاً أهالي أطفال المدارس، فيما خصصت المستشفيات في الأحساء غرف عزل مجهزة في أقسام الطوارئ ليتم التعامل مع الحالات المشتبه بها. وقالت إحدى الأمهات «قررت أن لا أرسل ابني البالغ من العمر ثماني سنوات إلى المدرسة». وأبدى مشتبه آخر بإصابته بالمرض تذمره من «تأخر نتائج التحاليل التي تحتاج إلى أيام». وذكر أن ذلك يؤدي إلى «ازدحام غرف العزل بمستشفى الملك فهد، وهو أمر يشكل الرعب لي وخاصة مع الحجز لفترة طويلة ومنع زيارة الأهل».
وقال أحد المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، فضّل عدم ذكر اسمه، إنه يشعر بالاستياء من «وجود أكثر من حالة مشتبه بها في غرفة واحدة بمستشفى الملك فهد بالأحساء، ما يهدد بانتقال العدوى». وقد أكد والد الشاب المتوفى مختار أمير علي الغانم أن الحرارة داهمت ابنه مساء الأحد في الخامس من أيار و«تم نقله إلى أحد المستوصفات الخاصة وهو في حالة غيبوبة، ومن ثم إلى المستشفى، قبل أن يفارق الحياة صباح يوم الخميس الماضي». الفيروس الجديد لم يقف عند السعودية فقط، فقد سجلت إصابات في قطر والإمارات والأردن وفرنسا وبريطانيا، في وقت لا تزال فيه منظمة الصحة العالمية لا تملك معلومات كافية عن طرق انتقال المرض بين البشر، كما أوصت بتوخي الحذر إزاء هذا الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي.
الفيروس الجديد شُخّص بأنه فيروس غامض ونادر من عائلة «الكورونا فيروس»، وبحسب المعلومات الأولية، تبدأ أعراض هذا الفيروس الجديد بسيطة كأعراض الإنفلونزا، حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحلق، والسعال، وارتفاع في درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع، قد يتماثل بعدها إلى الشفاء.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)