جهد أميركي مكشوف لمبادلة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بتسوية فلسطينية تحفظ ماء وجه العرب، الذين قبلت طليعتهم، بقيادة قطر، أخيراً بمبدأ تبادل الأرض مع إسرائيل (راجع« مقترح تبادل الأراضي: «وعد بلفوري جديد» »). «وعد بلفور جديد»، أطلقه العرب أنفسهم هذه المرة، مستغلين غياب سوريا، ورفضته إسرائيل، التي رأت أن صراعها ليس صراع أراض، بل صراع على يهودية الدولة.
وذلك في ظل طبول حرب تقرع في المنطقة، مع ما يحكى عن اتجاه أميركي لتصعيد مستوى التسليح للمعارضة السورية، بالتزامن مع تقديرات بأن العمل جار لتوجيه ضربة غربية لسوريا، بدأت تل أبيب استعداداتها لمواكبتها عبر مناورات تجريها منذ أيام مصحوبة بطلعات جويّة فوق لبنان والجولان. في المقابل، كان محور المقاومة واضحاً في موقفه الذي عبّر عنه السيد حسن نصر الله حول أن سقوط سوريا في أيدي الأميركيين أو التكفيريين ممنوع، ولو اضطر أصدقاء سوريا للقتال في شوارع دمشق، في وقت تجهد فيه إيران ومعها مصر، التي تبدو مترددة بالمضيّ في المشروع العربي، من أجل توسعة المبادرة المصرية بما يضمن الولوج إلى حل تفاوضي للأزمة السورية يجنب المنطقة مأساة لن يسلم منها بشر ولا حجر