هل هي لعبة مزدوجة وتوزيع ادوار بين المسؤولين الاسرائيليين حيال الساحة السورية واحراج الادارة الاميركية؟ استخدام السلاح الكيميائي في سوريا بحسب ادعاءات اسرائيل، تواصلت فصوله امس، إذ بالرغم من توصية رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بالتزام الصمت حيال المشهد السوري، واصل عدد من المسؤولين الاسرائيليين التسابق للتأكيد على اتهامهم النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية، اذ اعلن مصدر سياسي اسرائيلي رفيع المستوى، امس، أن «لدى اسرائيل ادلة استخبارية اولية من العيار الثقيل، تثبت بأن الاسد استخدم سلاحاً كيميائياً ضد المعارضة المسلحة في سوريا»، مشيراً الى ان «هذه الادلة باتت معروفة لعدد كبير من الاجهزة الاستخبارية في العالم».
واضاف المصدر الاسرائيلي، في مؤتمر صحافي خاص لمراسلي وسائل الاعلام العبرية في الكنيست، ونقلت «معاريف» اجزاء منه امس دون ان تذكر اسمه، ان «الحرب الاهلية الدائرة في سوريا، والتي بدأت قبل اكثر من عامين، ستستمر اعواماً طويلة، ومن يعتقد بأنها ستنتهي قريباً، فإنه يرتكب خطأ». الا انه شدد على ان القلق الاسرائيلي يرتكز تحديداً على الاستعداد لمواجهة الاخطار في «انتقال السلاح الكيميائي الموجود لدى ىسوريا، الى حزب الله في لبنان، او انتقاله ايضاً الى منظمات ارهابية تعمل على الوصول الى الحدود في الجولان»، محذراً من ان «استيلاء هذه المنظمات على سلاح كيميائي، او حتى تقليدي لم يكن في حوزتها في السابق، ينعكس سلبا على اسرائيل».
بموازاة ذلك، اعلن مصدر امني اسرائيلي رفيع المستوى أن «تل أبيب ليس لديها أي حرص على دفع الولايات المتحدة للعمل الآن في سوريا ومعالجة مستودعات السلاح الكيميائي الموجودة بحوزة النظام السوري»، مشيراً الى انها لا ترغب بأن تبدو داعية حرب، وهي تطلب منذ الآن عدم الانشغال بمسألة السلاح الكيميائي السوري وترك الحسم في ما يتعلق بشكل العمل وتوقيته بيد الاميركيين.
تأتي هذه التصريحات بعدما ادعى مصدر سياسي اسرائيلي بارز، يوم امس، أن اجهزة الاستخبارات الغربية تملك معلومات أكيدة ومهمة عن استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي ضد المتمردين. وأفادت «هآرتس» بأن القيادة السياسية والامنية في تل ابيب منزعجة كثيراً من الجدل القائم في اسرائيل، منذ الاسبوع الماضي حول امكانية العمل في سوريا. كذلك نفت مصادر تحدثت مع «هآرتس» موجة التقارير التي نشرتها مواقع اعلامية عربية، حول هجمات جوية اسرائيلية حصلت في سوريا في الايام الاخيرة. وادعت المصادر بأن هذه التقارير «أحدثت شعوراً لا أساس له وكأننا على أعتاب حرب».
وادعت «هآرتس» ان تصريحات رئيس قسم الابحاث في الاستخبارات العسكرية العميد ايتي بارون، التي تعكس المعلومات الموجودة بيد تل ابيب، لم تنسق مسبقاً بين الجيش والمستوى السياسي، وبحسب ما يقولون في المؤسسة الامنية فإن «الاستخبارات في مكان والسياسة في مكان آخر » واسرائيل لن تدفع الاميركيين للعمل.
الى ذلك، انتقدت صحيفة معاريف «الثرثرة الاسرائيلية»، وما سمته «رقصة النووي الكيميائي المجنونة»، مشيرة الى ان المشهد الاسرائيلي بات اخيراً كاحتفال حول شعلة نار، يدور حولها المسؤولون الاسرائيليون، بمن فيهم كل رئيس وزراء أو لواء سابق، والكل يريد ان يدلي بدلوه.
وتساءت الصحيفة عن المصلحة في اظهار عدم المسؤولية عما يجري، وقالت «لم يعد ممكناً البحث عن الدوافع لدى كل واحد من المسؤولين الاسرائيليين، وأين تنتهي السياسة لديهم واين يبدأ التحليل العسكري بل واين تنتهي مناورات العلاقات العامة»، محذرة من عواقب الثرثرة الاسرائيلية «التي كما يبدو تريد دفع الولايات المتحدة الى المعمعة (السورية)، حتى ولو لم تكن متحمسة او متحفزة لفعل ذلك». واضافت «معاريف» انه «سمعنا الكثير في الماضي، من الاشخاص (الاسرائيليين) المطلعين على الموضوع الايراني، ولكن الايام الاخيرة اخرجتنا عن طورنا، وتحديداً مع (رئيس شعبة الاستخبارات السابق)، عاموس يدلين، الذي قرب موعد القنبلة النووية الايرانية الى الصيف المقبل، بينما عمد (رئيس وحدة الابحاث في الاستخبارات)، العميد ايتي بارون، إلى توريط العالم بالسلاح الكيميائي، الذي يستخدمه (الرئيس السوري بشار) الاسد في سوريا».