امهل الجيش العراقي مجموعات من المسلحين تسيطر على ناحية سلمان بك في محافظة صلاح الدين 48 ساعة قبل بدء «تطهير» المنطقة. وذكر قائد القوات البرية في الجيش العراقي لوكالة «فرانس برس» أن اجتماعاً امنياً عقد أمس في محافظة ديالى ضم قادة امنيين وعسكريين مسؤولين في المنطقة لبحث التطورات في سلمان بك. وأضاف «تقرر منح مهلة 48 ساعة للمسلحين للمغادرة وبعدها سيتدخل الجيش لتطهير المنطقة من المسلحين». وتابع المسؤول العسكري «هناك معلومات استخباراتية تقول إن هناك فصيلين يقاتلان ويسيطران على المنطقة وهم 25 شخصاً من القاعدة و150 شخصاً من النقشبندية»، مشيراً إلى أن «الاهالي نزحوا بشكل كامل من الناحية إلى مناطق قريبة».
بدوره، اشار قائمقام قضاء طوزخرماتو القريب من سلمان بك، شلال عبدول بابان، أمس إلى أن «الوضع في نواحي ينكجه وبسطملي ومفتول القريبة مستقر وهي ما زالت تحت سيطرة القوات الامنية العراقية. لكن تم نقل المقار الامنية إلى اماكن اكثر اماناً، والاسلحة والآليات ايضاً»، خوفاً من هجوم يؤدي إلى الاستيلاء عليها.
وكان مسلحون قد أعلنوا مساء الاربعاء السيطرة «بالكامل» على ناحية سلمان بك الواقعة على بعد نحو 150 كلم شمال بغداد على الطريق بين العاصمة واقليم كردستان العراق اثر معارك مع الجيش العراقي فيها.
في اطار آخر، ذكرت مصادر عسكرية أن عشرة من رجال الشرطة على الاقل قتلوا في اشتباكات عنيفة اندلعت مساء الاربعاء، بين القوات الامنية ومسلحين غربي الموصل. واثر الحادث عمدت السلطات الأمنية إلى فرض حظر شامل ومفتوح أمس على تجوال المركبات والأشخاص في الجانب الأيمن من مدينة الموصل حتى إشعار آخر.
وفي الفلوجة، قتل اثنان من عناصر الشرطة واصيب اثنان آخران في هجوم نفذته «مجموعة من المسلحين» على مقر الشرطة الوطنية وسط المدينة بحسب ما ذكر ضابط في الشرطة.
وفي حادث منفصل آخر في المدينة، قتل اثنان من عناصر الصحوة في هجوم مسلح غرب الفلوجة في نقطة تفتيش انشئت حديثاً قرب احد منازل شيوخ العشائر، وفقاً للمصدر ذاته.
وفي محافظة ديالى، أكد مصدر أمني أمس انتهاء ما سماها بمعركة «خزيفة» شرق ناحية قره تبه شمال المحافظة، «بمقتل وإصابة ثمانية من عناصر تنظيم النقشبندية بينهم ثلاثة من القيادات المتقدمة أبرزهم مسؤول التنظيم في ديالى، فيما اعتقل تسعة آخرون جار التحقيق معهم». وقال المصدر، في حديث لموقع «السومرية نيوز»، إن «قوات الجيش وبإسناد من الطيران الجوي نجحت، في حسم معركة قرية خزيفة والتي استهدفت ثلاثة أوكار بارزة لتنظيم النقشبندية». وبيّن المصدر أن «مخطط خلايا النقشبندية لم يكن يتوقف عند حدود القرى الشرقية بل كان يهدف إلى الزحف باتجاه مركز الناحية والاستيلاء عليها».
كذلك قتل جنديان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة جرف الصخر على بعد 35 كلم شمال الحلة. كما ذكرت مصادر في شركة نفط الشمال العراقية لوكالة «رويترز» أن مسلحين فجروا خط أنابيب ينقل النفط العراقي من مدينة كركوك إلى ساحل تركيا على البحر المتوسط أمس، ما أدى إلى توقف تدفق الخام. وشهدت العاصمة بغداد، أمس، اجراءات امنية استباقية تحسباً لحدوث أي طارئ خلال صلاة الجمعةاليوم تمثلت بزيادة عدد النقاط التفتيشية وتكثيف اجراء التفتيش على الاشخاص الراجلين المارين بالقرب منها. وفي الحويجة التي انطلقت منها شرارة الاحداث الاخيرة، رفع الجيش العراقي حظر التجول المفروض في المدينة منذ ثلاثة أيام جزئياً في النهار فيما يعاد فرضه ليلاً.
كما أفاد مصدر عسكري في الفرقة الـ12 في الجيش العراقي في محافظة كركوك، بأن عمليات دجلة أفرجت عن 42 معتقلاً من معتصمي قضاء الحويجة، اعتقلوا عقب الأحداث التي جرت في القضاء يوم الثلاثاء الماضي»، مؤكداً أن «الأيام المقبلة ستشهد الإفراج عن مجموعة أخرى».
في موازاة ذلك، اعلن المتحدث باسم متظاهري الحويجة حامد الجبوري مبايعة انتفاضة احرار العراق الكاملة لجيش الطريقة النقشبندية، الجماعة المتمردة المتشددة الموالية لنائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عزة ابراهيم الدوري. وأضاف الجبوري لوكالة «فر انس برس» أن المتظاهرين «سيكونون جناحاً مسلحاً تابعاً له لنعمل على تطهير العراق من الميليشيات الصفوية وسننتقم من المجزرة في الحويجة».
بدوره، اعلن الزعيم العشائري البارز وأحد قادة الحراك الشعبي العراقي في ساحة اعتصام الحويجة الشيخ سعدون فندي العبيدي عن استعدادهم لبدء معركة لتطهير الحويجة من قوات «سوات» المحسوبة على المالكي، وحذر العبيدي الجيش العراقي من مساندة هذه القوات في المعارك التي ستخوضها عشائر المحافظة ضدهم. وأضاف «إذا اشترك الجيش العراقي مع سوات فسيكون مصيرهم واحداً».
إلى ذلك، تتأهب مجموعة من أبناء محافظة كركوك تضم مثقفين وأكاديميين، لتقديم ملف متكامل بالصور ومقاطع الفيديو، تظهر بشاعة المذبحة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)