يبقى البرنامج النووي الإيراني الهاجس الأول في الدوائر الحاكمة في اسرائيل، فقد رأى رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، أمس، أن إيران تواصل الاقتراب من القدرة النووية العسكرية، فيما اعتبر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس يادلين، أن طهران قد اجتازت الخط الأحمر الذي حددته تل أبيب لها وستكون قادرة خلال الصيف المقبل على اتخاذ قرار بإنتاج قنبلة نووية.
وقال غانتس، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، «إن إيران تواصل استغلال الحوار الجاري معها بفن كبير فيما هي تمارس نشاطاً استراتيجياً في الطريق نحو مواصلة تكريس نفسها في كل ما يتعلق بالاقتراب من القدرات النووية العسكرية». وأضاف «إن إيران تسعى الى الهيمنة الاقليمية وفي كل مكان تتدخل فيه ستكون لذلك آثار. واقع ايران نووية سيكون خطيراً للغاية مع تأثير دراماتيكي، ولا ينبغي التنازل لها حتى في أعمالها الارهابية في اماكن اخرى في العالم». لكنه أشار إلى وجود «تأثير غير قليل للعقوبات المفروضة على إيران وكذلك لعزلتها الدولية وممارسة الضغوط التي قد تدفعها في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بتغيير الوجهة».
من جهته، رأى رئيس المعهد يادلين، أنه من دون إدخال تغيير جوهري على نمط الضغوط الممارسة على طهران فإنها ستواصل مساعيها لكسب الوقت من اجل توسيع رقعة برنامجها النووي. وشدد يادلين على أن البرنامج النووي الإيراني آخذ في التوسع والتجذر و«لا أحد ينجح في وقفه». وأضاف شارحاً بأن الإيرانيين خصّبوا حتى الآن كمية من اليورانيوم بنسبة 3.5 في المئة تكفي لست قنابل نووية، وكمية بنسبة 20 في المئة تكفي تقريبا لقنبلة واحدة.
وتابع «إنهم يحذرون من اجتياز الخط الأحمر الذي حدده رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) في خطابه في الأمم المتحدة، إلا أنه لا يوجد لديهم أية مشكلة في إعادة (تدوير) ما حوّلوه إلى وقود نووي. فخلال أسبوع يمكن تحويل ذلك إلى مادة نووية من أجل قنبلة. ومن كل زاوية نظر عملية، فإن الإيرانيين اجتازوا الخط الأحمر الذي وُضع لهم في الخريف في الأمم المتحدة».
وحدد يادلين الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقررة في حزيران المقبل، بوصفها النقطة الحرجة على مستوى العمل الزمني. وقال موضحاً «إن توقيت (تحقيق) الخرق بالنسبة لإيران هو شهران، ونقطة الانطلاق هي الانتخابات. بإمكاننا النوم بهدوء شهرين إضافيين، وبعد ذلك سيضطر الإيرانيون إلى اتخاذ قرار غير بسيط (حول مستقبل مشروعهم النووي)».
وأضاف «في الصيف ستصل إيران إلى مسافة شهر أو شهرين من (اتخاذ) قرار القنبلة، ومن مسافة الانطلاق هذه يصعب جدا وقفها عن الاندفاع نحو القنبلة». وتابع يادلين «إذا أعطى الرئيس (الإيراني محمود أحمدي نجاد) أمراً (حينها)، فالباحث المتفائل يتحدث عن ستة أشهر (من أجل تصنيع القنبلة) والباحث المتشائم يتحدث عن شهر واحد».
وشدد الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط على أن صدقية الخيار العسكري الأميركي تشكل شرطا لنجاح المفاوضات مع ايران. ورأى أنه يمكن تحقيق هذه الصدقية «إذا ما صوبت واشنطن باتجاه عملية جراحية لوقف البرنامج النووي الإيراني وأوضحت أنها قادرة على مواجهة التصعيد في أعقاب ضربة كهذه». وقال يادلين إن هجوماً اسرائيلياً على ايران لن يؤدي الى اشتعال نار الحرب في العالم بأسره.
بدوره، رأى رئيس وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبات العسكرية، إيتي برون، أن «إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي وسعيها لامتلاك السلاح النووي». وقال برون إن إيران تتعرض لضغوطات دولية غير مسبوقة هذه الأيام، ومع ذلك فانها تقوم بتخصيب اليورانيوم وتتقدم على هذا الصعيد، لكن لا تقدم في جوانب أخرى في هذا البرنامج». وأضاف أن «الحديث عن أن الضغوطات الدولية ستؤدي إلى اتفاق مع ايران تتنازل بموجبها عن مشروعها النووي غير وارد».