انتهت أمس أزمة ساحة الاعتصام في الحويجة مع تسليم المعتصمين السلاح للجيش، بعد تحذيرات من إمكانية اقتحام الجيش للساحة، ما هدد بوقوع ضحايا كادت توقع البلاد في أزمة خطيرة، فيما تواصلت أمس عملية فرز الأصوات في انتخابات المحافظات.
وكانت أزمة الحويجة اندلعت بعدما استولى عدد من المتظاهرين يوم الجمعة الماضي على عتاد وسلاح من قوات الجيش في المنطقة، الأمر الذي اضطر على أثره الجيش إلى محاصرة المنطقة ومنع دخول الطعام والشراب عن السكان.
أزمة الأسلحة انتهت أمس مع تسليم معتصمي الحويجة الاسلحة التي تم الاستيلاء عليها إلى قوات الجيش.
وأوضح ممثل اللجان الشعبية في ساحة اعتصام الحويجة، أكرم العبيدي، أن «مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، ممثلاً بقائد القوات البرية وقيادة العمليات في كركوك، وممثلي اعتصام الحويجة، على اتصال مباشر لغرض إنهاء الازمة في ساحة الاعتصام وإعادة الاسلحة التي تم الاستيلاء عليها الجمعة الماضي إلى الجيش العراقي». وأكد العبيدي لموقع «البغدادية نيوز»، أن قرار اقتحام ساحة الاعتصام تم تأجيله من قبل قيادة العمليات، نتيجة المفاوضات والجهود الايجابية التي تبّنتها جميع الاطراف لإنهاء حالة التوتر وتسليم المتورطين.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، أمس، أن منع دخول الطعام والشراب إلى الحويجة مسألة غير إنسانية وغير مقبولة نهائياً. وذكر بيان لمكتب النجيفي أنه التقى ممثل الأمم المتحدة لدى العراق مارتن كوبلر وبحث معه ملف حقوق الإنسان وأوضاع المواطنين في قضاء الحويجة وكيفية تطويق الأزمة الحالية.
وكان قائد القوات البرية الفريق علي غيدان قد أكد في تصريح صحافي، في وقت سابق أمس، أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي وجه قوات الجيش بضرورة التهدئة وضبط النفس، مشيراً إلى أن قوات الجيش لم تحاصر ساحة الاعتصام في الحويجة، بل قامت بتطويقها لمنع دخول الإرهابيين إليها.
من جهة أخرى، تواصلت أمس عمليات فرز الاصوات لانتخابات المحافظات، في وقت طالب فيه ائتلاف العراقية الموحد برئاسة إياد علاوي، أمس، بإلغاء انتخابات مجالس المحافظات وإجرائها بالتزامن مع الانتخابات النيابية المقبلة بإشراف حكومة محايدة ومراقبة دولية.
ولفت النائب عن الائتلاف حامد المطلك، في مؤتمر صحافي، إلى أن «ملاحظات الكيانات السياسية، ورؤساء الكتل، وملاحظات المرجعية الرشيدة، بشأن استغلال المال العام والسلطة والعجلات الحكومية، تحتّم علينا المطالبة ببدء تحقيق شامل يفضي إلى حقائق ترضي الشارع». وأكد المطلك أن «ائتلاف العراقية سيقدم شكاوى حول الخروق الانتخابية، فيما يقترح على الكتل السياسية تشكيل لجنة لمتابعة تلك الخروق». وحمّل الأجهزة الأمنية «مسؤولية التعقيدات التي أدت إلى عزوف الناخبين»، معتبراً أن «المفوضية تتحمل جزءاً من تلك المسؤولية».
واتهم المطلك ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر بـ «عدم النزاهة وقلة الحيادية»، مشيراً إلى أنه «قد يتم الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنهاء خدمات كوبلر على ضوء نتائج التحقيق في مسار الانتخابات».
لذلك، أوضح عضو ائتلاف دولة القانون النائب عباس البياتي، أمس، أن «الاجواء حالياً بين التحالفين الكردستاني والوطني إيجابية، خصوصاً بعدما أكد الجانبان على ضرورة حل المشاكل العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل»، مبيناً أن «زيارة الوفد الكردي لبغداد تعتبر إيجابية في الوقت الحالي لحل الخلافات بين الجانبين».
وأضاف البياتي في تصريح صحافي أن «نتائج المباحثات بين الطرفين إيجابية، ومن المتوقع عودة الوزراء الأكراد إلى الحكومة ونواب كردستان إلى مجلس النواب خلال الشهر المقبل».
(الأخبار)