اختار وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاميركي، تشاك هاغل، في مقر وزارة الدفاع الاسرائيلي وهيئة الأركان (الكرياه) في تل أبيب، توجيه رسائل باتجاه سوريا وايران، معلناً ثلاثة خطوط حمراء في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد، وأن الخيار العسكري هو الخيار الأخير مع ايران.
في ما يتعلق بسوريا، أوضح يعلون ان اسرائيل وضعت ثلاثة خطوط حمراء امام النظام السوري، تتمثل بـ«عدم نقل أسلحة الى جهات راديكالية أو حزب الله»، لافتاً الى «أننا قمنا بعمل بعدما تجاوزوا هذا الخط الأحمر»، في اشارة الى الغارة الاسرائيلية على منظومة صواريخ ارض جو، «17 – sa». والخط الأحمر الثاني هو المحافظة على أمن الجولان، ونحن نرد على النيران، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة. أما الخط الأحمر الثالث، فهو منع جهات تقوض الاستقرار من الحصول على الاسلحة الكيميائية الموجودة في سوريا، مؤكداً أن اسرائيل مستعدة للعمل في هذا الموضوع.
أما في ما يتعلق بإيران، فرأى يعلون ان اسرائيل والولايات المتحدة تواجهان تحديات مشتركة على رأسها ايران، التي «لا تشكل خطراً على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط فحسب، بل على العالم بأسره».
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن «إيران تهدد بمحو إسرائيل عن الخريطة، وتدعم حركة حماس وحزب الله والنظام السوري، وتتدخل في العراق وأفغانستان والسودان واليمن، وتطور اسلحة نووية». واقتبس عن الرئيس الأميركي باراك أوباما قوله إن لإسرائيل «الحق بالدفاع عن نفسها بنفسها من أي تهديد». ولكنه عاد وأكد أنه «في كل الأحوال، إسرائيل تفضّل الحلول الدبلوماسية».
ورداً على سؤال بشأن الجدول الزمني المتوقع لإنجاز القنبلة النووية الإيرانية، وعن الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة بهذا الشأن، تجنب يعلون الإجابة المباشرة، وقال إن توجه إسرائيل واضح، فبطريقة أو بأخرى يجب وقف البرنامج النووي العسكري الإيراني، وإن الخيار العسكري هو الخيار الأخير، وإن هناك أدوات أخرى يجب استنفادها أولاً، مثل العقوبات الاقتصادية ودعم المعارضة الإيرانية. وأضاف أنه من دون الخيار العسكري، لن يقتنع النظام الإيراني بوقف البرنامج النووي.
أما الوزير الأميركي، هاغل، فأوضح من جهته، رداً على سؤال بشأن تصريحاته ضد الهجوم العسكري على إيران، أنه أيد دوماً إبقاء كافة الخيارات على الطاولة بكل ما يتصل بإيران، مشيراً إلى أنه يتبنى موقف الرئيس الأميركي الذي يقضي بعدم السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية. وأكد أهمية العقوبات والاتصالات الدبلوماسية في مقابل طهران في هذه المرحلة، معرباً عن أمله بتغيير موقف ايران ازاء البرنامج النووي بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية في شهر حزيران المقبل.
وشدد هاغل على أنه جرى التوصل الى اتفاق تضع الولايات المتحدة بموجبه عتاداً عسكرياً تحت تصرف إسرائيلي، يتضمن صواريخ وأنظمة رادار متطورة وطائرات تزود بالوقود وطائرات «في 22» لم تزوَّد أي دولة بها بعد، مضيفاً أن هذه الأسلحة تضمن التفوق الجوي الإسرائيلي للجيل المقبل، وتوفرّ لسلاح الجو الإسرائيلي ذراعاً ضاربة بعيدة المدى. وقال هاغل: «تؤكد هذه القرارات أن التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل على الصعيد العسكري أقوى من أي وقت مضى، وأنه ليس للتعاون الدفاعي إلا أن يزداد عمقاً في المستقبل».
يُذكر أن هاغل، وصف المحادثات مع يعلون الذي كال له المديح بأنها كانت «مباشرة وواضحة». وقال إن هناك اختلافات في الرأي بين تل أبيب وواشنطن، في ما يتعلق بـ«متى، وهل، ستقرر إيران بناء قنبلة نووية»، مؤكداً أنه في «السطر الأخير إيران تشكل خطراً حقيقياً». وتوجه إلى الصحافيين الذين رافقوه بالقول: «سياسة الولايات المتحدة واضحة جداً، من الممنوع على إيران صناعة سلاح نووي».
وقبل أن يتولى هاغل وزارة الدفاع أثار الاستياء بين الأميركيين المؤيدين لإسرائيل بتصريحات شكك فيها في إمكانية القيام بمثل هذا العمل العسكري وجدواه.



قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، إن على الاتحاد الأوروبي ان يركز على تنفيذ العقوبات التي يفرضها حالياً على إيران بدلاً من أن يفكر في فرض عقوبات جديدة في الوقت الراهن. وتعقد إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية جولة جديدة من المحادثات حول برنامج إيران النووي المتنازع عليه يوم 21 أيار في فيينا.
(رويترز)