اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جهات فلسطينية بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ التي سقطت في إيلات الأربعاء الماضي، في حين أكدت مصادر سياسية في تل أبيب استمرار التعاون بشكل منتظم بين الأجهزة الأمنية ونظيرتها المصرية حول مجمل المسائل، ولا سيما في ما يتعلق بالوضع في شبه جزيرة سيناء.
وقال نتنياهو، خلال افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية أمس، إن «مطلقي (الصواريخ) هم على ما يبدو خلية إرهابية خرجت من غزة واستخدمت أراضي منطقة سيناء من أجل مهاجمة المدينة الإسرائيلية». وأضاف «لن نسلّم بهذا الأمر وسوف نجبي ثمناً باهظاً (منهم)».
وكانت منظمة جهادية، تطلق على نفسها اسم «مجلس شورى المجاهدين»، قد تبنّت عملية إطلاق الصاروخين، فيما تحدثت مصادر مصرية عن أن المنظمة ناشطة بشكل أساسي في قطاع غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون للإذاعة العبرية، أمس، إن التعاون الأمني بين تل أبيب والقاهرة متواصل بشكل منتظم. وأشاروا إلى زيارات تقوم بها وفود إسرائيلية دبلوماسية وعسكرية إلى القاهرة بين الفينة والأخرى للتحاور مع المسؤولين المصريين حول القضايا التي تهم الجانبين، وعلى رأسها الوضع الأمني في سيناء. وشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن مصر تواصل تعزيز قواتها العسكرية على الحدود المشتركة للبلدين، وأن هذه التعزيزات تتواصل منذ شهر آب الماضي.
إلى ذلك، أوصت المؤسسة الأمنية في إسرائيل بتزويد الطائرات المدنية الإسرائيلية، العاملة ضمن الخطوط الجوية في مطار إيلات، بأنظمة دفاع ضد صواريخ الكتف المضادة للطائرات، وذلك عقب ارتفاع منسوب التهديدات الأمنية على الحدود الجنوبية مع مصر.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن التوصية صدرت في أعقاب اجتماع طويل عقد بين قيادة «الشاباك» ومكتب مكافحة الإرهاب ووزارتي النقل والمواصلات الإسرائيليتين. وتسود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منذ فترة خشية من احتمال استهداف الطائرات المدنية التي تقلع وتهبط في مطار إيلات في إطار رحلات داخلية. وكان الشاباك قد أمر أكثر من مرة في الماضي بتعليق العمل في المطار على أثر تهديدات مقدرة ضد الطائرات.
وقرر الأطراف اتخاذ هذا القرار والعمل به فقط في مطار إيلات مبدئياً، حيث سيمنع السفر إلا من خلال طائرات مزودة بمنظومة الحماية التي طورتها شركة «إلبيت» المتخصصة بالصناعات العسكرية الإسرائيلية، بالتعاون مع شركة «رافائيل». واتخذ القرار بعدما أجريت عدة تجارب وعمليات محاكاة ناجحة للمنظومة المسماة «نجمة السماء» التي تقول التقارير الإسرائيلية إنها من الأكثر تطوراً في العالم.