سيكون العراق اليوم على موعد مع انتخابات مجالس المحافظات في ظل اجواء امنية متدهورة رافقت الاسبوع الاخير من الحملة الانتخابية ويتوجه العراقيون، صباح اليوم، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات التي تعتبر اختباراًً للاستقرار السياسي في البلد. ويتنافس 8143 مرشحاً على اصوات 13 مليوناً و800 الف ناخب مسجلين للفوز بـ 378 مقعداً موزعة على مجالس 12 محافظة عراقية، باستثناء محافظات كردستان الثلاث ومدينة كركوك، إضافة إلى محافظتي الأنبار ونينوى اللتين ستجرى فيهما الانتخابات لاحقاً.وتعتبر هذه الانتخابات اختباراً لمدى قوة رئيس الوزراء نوري المالكي السياسية مقارنة بمنافسيه قبيل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى العام 2014 في ظل تنامي الخلافات السياسية بين المالكي وخصومه، وفي مقدمتهم زعيم ائتلاف العراقية اياد علاوي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
واتخذت الحكومة العراقية اجراءات امنية مكثفة لضمان امن الانتخابات، في اختبار جدي لقدرتها على توفير الامن للناخبين، بعد اسبوع من التفجيرات وعمليات الاغتيال التي شملت العديد من المدن العراقية، كان آخرها ليلة الخميس مع تفجير استهدف «مقهى دبي» ذهب ضحيته 27 قتيلاً واكثر من 50 جريحاً.
ووقع الهجوم في توقيت تزدحم فيه المقاهي عادة، باعتبار أن يوم الجمعة هو اول يومي عطلة نهاية الاسبوع. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن «مقهى دبي» الذي استهدفه الهجوم «يقع في احد طوابق مجمع تجاري صغير في شارع العسل عادة ما ترتاده العائلات للتسوق والترفيه».
ونقلت قنوات عراقية محلية عن شهود عيان قولهم انهم شاهدوا «الجثث وهي تتطاير من نوافذ المقهى»، بينما ذكر مصدر طبي رسمي ثان أن جثث عدد من القتلى بقيت لبعض الوقت تحت انقاض المقهى.
أمنياً ايضاً، قتل 8 اشخاص وأصيب 27 آخرون بجروح أمس في هجومين استهدفا مسجداً سنياً في بعقوبة شمال شرق بغداد وحسينية في كركوك شمال بغداد. وأوضحت مصادر أمنية وطبية لوكالة «فرانس برس» أن سبعة اشخاص قتلوا واصيب 12 بجروح بعدما استهدفت اربع قذائف هاون جامع قرية ابو تمر في بعقوبة، بينما قتل شخص وأصيب 15 بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل حسينية خزعل التميمي في كركوك.
كذلك، أعلنت قيادة الفرقة 12 التابعة لعمليات دجلة في كركوك، أمس، مقتل احد جنود الفرقة خلال اشتباك مع أهالي قضاء الحويجة، فيما اتهمت أحد معتلي منصة التظاهر في الحويجة بالتحريض والهجوم على قوات الأمنية والمؤسسات الحكومية.
وجاءت التطورات الامنية فيما خرج العراقيون أمس في تظاهرات تلبية لدعوة هيئات دينية وتجمعات عشائرية وشبابية إلى صلوات موحدة وتظاهرات في جمعة شعارها «دماء ديالى دماؤنا»، احتجاجاً على سياسة رئيس الحكومة نوري المالكي.
إلى ذلك، دانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، بشدة تفشي استخدام عقوبة الإعدام في العراق، وذلك بعد إعدام 21 شخصاً في وقت سابق هذا الاسبوع، ليصل عدد من نفذ فيهم حكم الإعدام خلال الشهر الأخير فقط إلى 33.
وقالت بيلاي، في بيان من جنيف أمس، «إنها أصيبت بالذهول من التقارير التي تفيد بأن وزارة العدل العراقية قد أعلنت عن أن 150 شخصاً آخرين قد ينفذ فيهم حكم الإعدام خلال الأيام المقبلة». وأضافت: «إن عمليات إعدام الأشخاص وعلى دفعات بهذا الشكل الذي يجري في العراق هو عمل فاحش وأصبح يجري كما يجري العمل في مجازر الحيوانات»، مشيرة إلى أن نظام العدالة الجنائية في العراق لا يزال لا يعمل بشكل كاف خاصة في ظل قناعات بأن الاعترافات التي تؤخذ من هؤلاء المحكومين تُنتزع تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة في الوقت الذي لا ترقى إجراءات المحاكمات إلى المعايير الدولية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)