واشنطن | أوضح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن الولايات المتحدة تعمل من أجل حل سياسي للأزمة السورية، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الوقت لا يعمل لصالح حل سياسي. وقال، في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس، إنه لا يزال يأمل أن يقوم الروس بدور بناء، وأن يجد وسيلة للتفاوض. وأضاف «إن الوقت لا يعمل لصالح حل سياسي... إنه إلى جانب مزيد من العنف والتطرف وإلى انفصال مناطق من سوريا، وخطر صراع طائفي على المدى الطويل واحتمال أن تقع الأسلحة الكيميائية في أيدي الأشرار. إن مصالحنا الاستراتيجية هنا كبيرة. وسأجتمع بوزير الخارجية الروسي لافروف في بروكسل الأسبوع المقبل فور عودتي من تركيا ونأمل أن نحرز تقدماً، وهذا هو الموقف الآن». وأكد كيري أن بيان جنيف، الذي حظي بموافقة روسيا العام الماضي، «يدعو إلى مرحلة سياسية انتقالية في سوريا لا تشمل الرئيس السوري بشار الأسد»، معرباً عن اعتقاده بأن المعارضة السورية تحقق تقدماً على الأرض لكنه قال «لن أدخل في لعبة عدد الأشهر ولكني مقتنع بأن الأسد سيرحل، والسؤال هو متى وكيف؟». وقال «ما أريد قوله للجميع هنا حول سوريا هو: هناك بيان أصدرناه في جنيف العام الماضي، وقد وافق عليه الروس، وكذلك المجتمع الدولي أيضاً، يدعو إلى حكومة انتقالية يتم اختيارها بالتوافق بين الطرفين ــ وهي حكومة من الطبيعي أن لا يكون الأسد فيها، لأنه لا يوافق على ذلك ــ وتعطي هذه الحكومة فرصة مرحلة انتقالية سلمية تبقي على مؤسسات الدولة. وهذا هدف رئيسي هنا، ونحن هنا نتحرك بحذر».
وقال كيري إن بعض الدول اختارت تزويد الجماعات السورية المعارضة بالأسلحة، فيما يبدو أن آخرين على وشك القيام بذلك، غير أنه اضاف أن «بعض أصدقاء الولايات المتحدة وآخرين قد اختاروا طريقاً آخر في تقديم أنواع أخرى من المساعدات»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قدمت 385 مليون دولار كمساعدات إنسانية للشعب السوري بما فيه إرسال طحين إلى مخابز حلب.
واعترف كيري بأن «هناك أخطاراً من المتطرفين الذين يجدون بعض التمويل ويدخلون في معارك ونحن نحاول فصلهم (التفريق بينهم) إذا كان ذلك ممكناً. ونريد أن نتأكد من أن الذين نعمل معهم ملتزمون بالتعددية والتنوع وبعملية ديموقراطية، وبتمثيل لجميع السوريين، بمن فيهم العلويون والإسماعيليون والدروز والمسيحيون وكل ما هناك»، داعيا إلى ضرورة أن «تكون هناك مجموعة من الضمانات. ولذا فإننا نحاول التحرك بحذر كي نضمن أننا لا نشارك في إيجاد وضع أكثر سوءاً ولكننا في واقع الأمر نضع طريقا بنّاءً للتقدم فيه».