رحّبت الإدارة الأميركية بإعلان مئة نائب في برلمان طبرق (من أصل 188) تأييدهم لحكومة «الوفاق الوطني» برئاسة فايز السرّاج. وأكّدت واشنطن دعمها للنواب الطبرقيين المؤيدين لحكومة السرّاج، وذلك بعد «منعهم من التصويت لمنح الحكومة الثقة». وأيّدت واشنطن على لسان الناطق باسم خارجيتها، جون كيربي، «الإعلان الطبرقي». وأعرب عن «قلق عميق» لإدارة بلاده إزاء معلومات تشير إلى أن أقلية متشددة استخدمت الترهيب الجسدي والتهديدات لوقف جلسة الإثنين، الماضي، مشدّداً على «إدانة بلاده، وبقوّة، لكل محاولات عرقلة العملية السياسية الليبية».
يساعد مستشارون فرنسيون القوات الليبية في معاركها ضد «داعش»

ويتوازى الحديث الحكومي مع الحديث عن التدخل الدولي، إذ نفت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبرتا بينوتي، أمس، أن تكون بلادها بصدد إرسال قوات «احتلال» عسكرية بريّة إلى ليبيا، مشددةً على دور القوى المحلية في استتباب الأمن.
ورأت بينوتي إن «إرسال قوات احتلال برية، إلى ليبيا أمر غير وارد، وعقيم، ولا نفكر فيه، وهو مستبعد بكل تأكيد». وأضافت «ما نعمل عليه في الوقت الراهن هو تشكيل قوات أمن محلية كما أوصت الأمم المتحدة، بحيث تبسط الاستقرار في البلاد»، مشيرةً إلى أنه «لا يمكن لليبيا أن تستقر إلا بمساعدة القوات المحلية».
وأشارت الوزيرة الإيطالية إلى أن «الأولوية التي يتعين معالجتها هي الاستقرار، وهذا أمر صعب أن نتخيله دون حوار بين الليبيين أنفسهم»، معربةً عن «قلقٍ إزاء التأجيل المستمر للتصويت على حكومة الوحدة الوطنية». وتابعت «عندما تتولى الحكومة الليبية، زمام السلطة سنقدّم يد العون لقوات الأمن من خلال المدربين، وحول هذه المسألة تعمل في الوقت الراهن 19 دولة بالتنسيق مع إيطاليا».
بدوره، قال قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي، ونيس بوخمادة، أن مستشارين عسكريين فرنسيين يساعدون في تنسيق معارك القوات الليبية ضد «داعش» في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، في إشارة منه إلى «تدخل غير معلن» من قبل الأميركيين والأوروبيين في ليبيا. وقال بوخمادة إن «الفرنسيين الذين يقدمون الاستشارات للجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب لا يحاربون مع القوات الليبية»، غير أن باريس لم تعقّب على ما أعلنه القائد الليبي.
ميدانياً، أعلنت قوة تابعة لوزارة الداخلية في حكومة طرابلس أنها ألقت القبض على أمير «داعش» لمدينة صبراتة، (70 كلم غربي طرابلس)، محمد سعد التاجوري (أبو سليمان) مع اثنين من مساعديه. وقالت «قوة الرّدع الخاصة»، التابعة للوزارة في الحكومة الموالية لتحالف «فجر ليبيا»، وغير المعترف بها دولياً، «أنها وجّهت ضربة أخرى قاصمة لداعش». وأكّدت أن علمية القبض جرت «داخل منزل في ضواحي تاجوراء» شرقي طرابلس.
في موازاة ذلك، أعلن «تجمّع عمداء بلديات وثوار طرابلس الكبرى» تشكيل كيانٍ اجتماعي مهمته «خلق بيئة آمنة للمنطقة»، تحت مسمى «المجلس الأعلى للمصالحة بطرابلس الكبرى». وأكّد التجمع أنه يسعى لوقف الحرب بمختلف صورها العسكرية والإعلامية والاقتصادية، وبذل الجهد لتحقيق المصالحة والسلم الاجتماعي بين مكونات المنطقة الغربية، ومن ثم باقي المناطق الليبية. وبحسب البيان فإن «هذا الكيان الاجتماعي يسعى إلى جمع الأفرقاء على مائدة الحوار ووضعهم فى دائرة السلم والسلام والتأكيد على ليبيا الموحدة التي لا تقبل القسمة أو التفريق وبعيداً عن التجادبات السياسية» .