فتحت إسرائيل موانئها البحرية ومعابرها الحدودية البرية أمام حركة التجارة ونقل البضائع التركية، من الأردن والعراق ودول الخليج وإلىها، كبديل للطرق البرية السورية المتعذرة حالياً، بسبب الحرب والعراقيل الموضوعة من قبل النظام السوري، إضافة إلى فقدان الأمن وعمليات السطو المسلح، التي تحول دون نقل البضائع التركية إلى عدد من الدول العربية، وعلى رأسها الأردن والعراق.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في ملحقها الاقتصادي الأسبوعي أنّ القرار الإسرائيلي جاء في أعقاب سلسلة من اللقاءات والمفاوضات السرية، جرت أخيراً بين تل أبيب وعدد من دول الجوار، ومن بينها الأردن والعراق وتركيا. وتشير الصحيفة إلى أنّ اللقاءات أدت إلى تغيير في السياسة الإسرائيلية المتبعة، ومكّنت أنقرة من استبدال الطريق البري السوري المتعذر، بموانئ إسرائيل البحرية والبرية، الأمر الذي سمح للبضائع والتجارة التركية والعربية، من التنقل ذهاباً وإياباً، ما بين أنقرة وعمان وبغداد ودول الخليج.
وبحسب الصحيفة، يتعلق القرار الإسرائيلي حصراً، بالبضائع التي لا يمكن نقلها إلا براً، ويستثنى منها ما يمكن نقله عبر الطائرات والمطارات الجوية. وتضيف أنّ «البضائع تصل عبر البواخر من الموانئ التركية باتجاه ميناءي حيفا وأشدود الإسرائيليين، ومن ثم تفرغ فيهما لتنقل لاحقاً بشاحنات إسرائيلية إلى معبر الشيخ حسين الحدودي مع الأردن، حيث يجري تفريغها وتبادل البضائع بينها وبين شاحنات أردنية وعراقية تنتظرها هناك، لتعود الشاحنات الإسرائيلية محملة ببضائع عربية لمينائي حيفا وأشدود، وهناك تفرغ على متن البواخر لتتجه لاحقاً إلى الموانئ التركية».
من جهتها، كشفت الفضائية الإسرائيلية أنّ معبر الشيخ حسين الحدودي مع الأردن، بات يشهد حركة تجارية ناشطة جداً، بسبب انتقال البضائع والتجارة من تركيا عبر إسرائيل إلى الأردن والعراق ودول الخليج. وأكدت أنّ «الاتفاق الإسرائيلي الأردني، جرى التوصل إليه بالتعاون مع عمان وبغداد». وأضافت أنّ «الشاحنات المحملة البضائع التركية، تصل من الحدود الإسرائيلية إلى عمان في أقل من ساعتين، ومنها إلى العراق وما بعده». وأشارت إلى أنّ «تعثّر المسار البري السوري أمام حركة التجارة السورية، بسبب الحرب التي تشهدها بلاد الشام، هو السبب الذي دفع السياسة الخارجية الإسرائيلية لتغيير قراراتها».
ونقل التلفزيون الإسرائيلي مشاهد لعشرات الشاحنات المحملة البضائع التركية متوقفة على معبر الشيخ حسين، ويجري تفريغها لنقلها إلى شاحنات آتية من الأردن. واستصرح مراسل الفضائية الإسرائيلية عدداً من سائقي الشاحنات الأتراك، الذين رحبوا بالخطوة الإسرائيلية. وقال أحدهم إنّ «إسرائيل جيدة، وليس لدينا أي مشاكل معها، فنحن نتعامل معها بإيجابية، ويكفي أنها فتحت لنا باباً كان مقفلاً أبقانا عاطلين من العمل، بعد أن أقفلت الأبواب السورية في وجهنا»، فيما أكد سائق آخر «حسن المعاملة الإسرائيلية».