حطّ وفد «الائتلاف» المعارض في لندن. لا نتيجة لمطالبهم حتى الآن. وليام هيغ يرفض تسليم السفارة السورية للمعارضة، في وقت يريد فيه جون كيري «العمل على تغيير طريقة تفكير الرئيس السوري». أما تنظيم «القاعدة» في العراق فأعلن تبنيه «جبهة النصرة» ودمج التنظيمين تحت مسمى واحد. وأوضح وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن «الوضع في سوريا سيكون على رأس جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الكبرى الذي سينعقد في لندن». ووصف هيغ، بعد لقائه رئيس «الحكومة الموقتة» غسان هيتو، الأزمة في سوريا بأنها «أضخم كارثة إنسانية في القرن العشرين»، مشدداً على أنّ «حكومة بلاده لا تخطط لتسليم السفارة السورية في لندن لـ«الائتلاف» المعارض.
ولفت إلى أنّه «ناقش مع قادة المعارضة السورية الكثير من القضايا، بما في ذلك طرق إيصال المساعدات بصورة أفضل داخل سوريا ونهجها السياسي واحتياجاتها». وقال «نحن ندرك أنهم يريدون رفع الحظر المفروض على الأسلحة من قبل الاتحاد الأوروبي، ومن حقّهم أن يثيروا مثل هذه القضايا».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنه سيلتقي بأعضاء في المعارضة السورية في لندن هذا الأسبوع، مضيفاً أنّ واشنطن تدرس سبل مساعدتهم. وأضاف «ليس أمامنا خيار آخر سوى محاولة التوصل إلى سبل لجعل (الرئيس السوري بشار) الأسد يفكر بشكل مختلف بشأن ما سيحدث في المستقبل. سيكون ذلك جزءاً من المباحثات في لندن وفي الأسابيع اللاحقة». وقال إنّ الأمر يرجع إلى البيت الأبيض للإعلان عن أي «تعزيز للجهود» الرامية لمساعدة المعارضة.
في سياق آخر، أعلن تنظيم «القاعدة» في العراق، للمرة الأولى، أنّ جبهة النصرة التي تحارب في سوريا هي جزء من التنظيم الناشط في العراق وهدفها إقامة دولة اسلامية في سوريا. وفي رسالة مسجلة نشرت على مواقع «جهادية» على شبكة «الانترنت»، قال زعيم تنظيم القاعدة العراقي، أبو بكر البغدادي، «آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره ان جبهة النصرة ما هي الا امتداد لدولة العراق الاسلامية وجزء منها». كما أعلن «الغاء اسم دولة العراق الاسلامية واسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام». وأكد البغدادي أنّ تنظيمه العراقي هو الذي سمى أبو محمد الجولاني زعيماً لجبهة النصرة، وان العديد من المقاتلين توجهوا من العراق الى سوريا للمشاركة في القتال. وفي حين سارع «الجيش الحر» إلى اعلان عدم ارتباطه بجبهة النصرة، وأكد رئيس «هيئة الأركان المشتركة في الجيش السوري الحر»، سليم ادريس، أنّ «لا علاقة بين الجيش السوري الحر وبين جبهة النصرة في سوريا». وفي حديث لقناة «سكاي نيوز - عربية»، أشار إلى أنّ «هناك أكثر من 10 آلاف مقاتل عراقي في سوريا».
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السورية، في رسالتين متطابقتين إلى رئاسة مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «أنّ التفجيرات الارهابية في دمشق، باتت سلوكاً نمطياً للمجموعات الارهابية المسلحة التي تتلقى دعماً مادياً ولوجستياً كبيراً من بلدان في المنطقة وخارجها». واعتبرت الخارجية السورية «أنّ القرار الأخير الذي اتخذته الجامعة العربية، والذي يحثّ على دعم الارهابيين بالسلاح والمال يمثل دليلاً على الاستهتار بالالتزامات القانونية المفروضة على الدول بمكافحة الارهاب، الأمر الذي حوّل هذه المنظمة الاقليمية بفعل هيمنة بعض الدول عليها إلى أداة لزعزعة الاستقرار الاقليمي». وأكدت «أنّ نجاح جهود التسوية السياسية للأزمة في سوريا على أساس حوار وطني شامل يستوجب أولاً، وقبل كل شيء، توقف الدول التي توفر الدعم والتدريب والتسليح والايواء للمجموعات الارهابية المسلحة عن ممارساتها».
من ناحيته، دان «الائتلاف» المعارض «التفجير الاجرامي المشين» الذي وقع الاثنين في وسط دمشق. وأضاف، في بيان، أنّه «يعتبر النظام مسؤولاً عن هذا الحادث الآثم الذي اقترفه بصفة مباشرة أو عبر أدواته، خاصة عند أخذ الطبيعة الأمنية والحراسة المشددة المطبقة على المنطقة التي جرى فيها التفجير والأحياء المجاورة له».
من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دمشق إلى التعاون والموافقة على دخول بعثة للمنظمة الدولية تقوم بالتحقيق في اتهامات باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا، في وقت أعلن فيه نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنّ مجموعة محققي الأمم المتحدة لا يمكنها أن تدخل سوريا نظراً لعدم وجود توافق على تفويضها، مضيفاً أنّ رغبة الأمم المتحدة في التحقيق بشأن الكيميائي على كامل الأراضي السورية أمر غير مقبول بالنسبة لدمشق.
إلى ذلك، أجبرت السلطات العراقية أمس طائرة شحن إيرانية متجهة إلى سوريا على الهبوط للتفتيش، وهي ثاني طائرة يتم تفتيشها في غضون يومين. وقال علي الموسوي، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي، إنّ «كوادر التفتيش لم تعثر على أيّ شيء سوى معدات مدنية ومواد انسانية».
ميدانياً، أفادت قناة «روسيا اليوم» بسقوط أربع قذائف هاون أمام مبنى وزارة الخارجية السورية ورئاسة الحكومة، فيما ذكرت وكالة «سانا» السورية أنّ «ارهابيين أطلقوا قذيفتي هاون سقطتا في منطقة كفرسوسة وتسببتا في روقوع قتيل وإصابات بين المواطنين». وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي نبأ سقوط قذائف هاون في منطقة كفرسوسة وسط دمشق، حيث أصابت قذيفة بناء وزارة الخارجية وسقطت أخرى على أحد الأبنية السكنية بالقرب من مركز «الشام سنتر» التجاري، وتوزع الباقي بين المربع الأمني ورئاسة مجلس الوزراء.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)