تمتهن جماعة الإخوان المسلمين، المتهمة بالسعي إلى أخونة الدولة المصرية، تقديم الهدايا السياسية إلى معارضيها. فتارةً يخرج الرئيس محمد مرسي بخطابات استفزازية، وتارة أخرى يلاقيه رئيس الوزراء هشام قنديل أو أحد قادة الإخوان بتصريحات تثير غضب المعارضين. أما أمس، فكان دور المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مهدي عاكف، الذي كان قد أكد بنحو غير مباشر أن لا مجال لتطبيق مشروع «النهضة»، المعلن كبرنامج انتخابي لمرسي، دون «أخونة» أجهزة الدولة، بقوله: «المشروع لن يتحقق إلا عندما يكون «الإخوان» وحزب الحرية والعدالة هما الحزب الحاكم، إذ كيف يمكن تنفيذ المشروع وأغلب مؤسسات الدولة لا تساعد الرئيس». ودافع عاكف عن مرسي، مؤكداً بقاءه في منصبه رغم أنف الحاقدين. في غضون ذلك، نجح شيخ الأزهر، أحمد الطيّب، في احتواء أزمة تسمم المئات من طلاب جامعة الأزهر، التي خرجت على أثرها دعوات مطالبة بإقالته، فسرتها المعارضة بأنها محاولة من جماعة الإخوان المسلمين للانتقام السياسي من شيخ الأزهر بسبب موقفه الرافض للصكوك. وأعلن بيان عقب اجتماع للمجلس الأعلى للأزهر أمس، «الدعوة فوراً» إلى انتخاب رئيس جديد للجامعة خلفاً لأسامة العبد، و«التغيير الفوري للمدير العام للمدن الجامعية بالقاهرة» ومدير المدينة «A» التي شهدت واقعة التسمم، والمدير العام للتغذية ومدير مدينة البنات و«إحالة مسببي الأحداث الأخيرة على التحقيق العاجل ومتابعة تحقيقات النيابة العامة». وفي إطار استرضاء الطلاب وقطع الطريق على أي محاولة للاستغلال السياسي للحادثة، قرر الأزهر تحسين الخدمات في المدن الجامعية. وكلف الأزهر عمداء كلياته فتح حوار جاد مع الطلاب للتعرف إلى مشاكلهم عن قرب.
خطوة الأزهر لاقت ترحيباً في أوساط الطلاب. وأوضح المتحدث باسم اتحاد طلاب جامعة الأزهر، عبد الله عبد المطلب، أن المطالب الأساسية للطلاب كانت إقالة مسؤولي الجامعة والمدينة، لا شيخ الأزهر أحمد الطيّب.
في غضون ذلك، تحولت الهجمة على الإعلامي الساخر، باسم يوسف، إلى سبب للتوتر في العلاقات الأميركية المصرية. الرئاسة المصرية أكدت أمس التزامها احترام حرية التعبير وأنها لا تقف وراء الإجراءات القضائية ضد مقدم برنامج «البرنامج» الساخر باسم يوسف، فيما اتهم حزب الحرية والعدالة الولايات المتحدة بالتدخل السافر في شؤون مصر، بعد أن قالت واشنطن إن «القاهرة تخنق حرية التعبير». من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن لدى الرئيس باراك أوباما والإدارة الأميركية «قلقاً فعلياً حيال المسار الذي تسلكه مصر». وأضاف: «نأمل أن يكون الوقت ما زال متاحاً لتغيير المسار».
في هذه الأثناء، استدعت الخارجية المصرية، أمس، القائم بالأعمال الإماراتي لديها للمطالبة بتسريع التحقيق بشان المصريين الذين أُوقفوا في الإمارات بشبهة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، في خطوة تعكس تصاعد استياء جماعة الإخوان من استمرار اعتقال عدد من أعضائها.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)