شهدت الجبهة الغزّاوية تصعيداً عسكرياً خلال اليومين الماضيين، عقب استشهاد الأسير الفلسطيني ميسرة أبو حمدية، وتمثل في إطلاق جماعة سلفيّة صواريخ على المنطقة المحتلة المحاذية للقطاع ثأراً للشهيد، فردّت قوات الاحتلال بغارة، فيما حذر قادة الاحتلال بردّ فوري وتدمير مصدر إطلاق الصواريخ مباشرة.
وأعلن متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية أن صاروخين جديدين سقطا صباح أمس على بلدة سديروت الاسرائيلية بدون أن يوقعا إصابات أو أضراراً. وقال رئيس أركان جيش الاحتلال بني غانتس إن إسرائيل لن تسمح بعودة الاوضاع في المنطقة الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل عملية «عمود السحاب»، مشدداً على أن الأوضاع في منطقة الجنوب تحت السيطرة التامة.
بدوره، أوضح وزير الدفاع، موشيه يعلون، أن سياسة إسرائيل إزاء غزة هي عدم إعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق، مضيفاً أن إسرائيل «لن تسمح بواقع تهطل خلاله القذائف علينا بصورة متواصلة»، وأن «السياسة التي ستنتهجها الحكومة الإسرائيلية هي الرد الفوري على كل من ينتهك السيادة الإسرائيلية، وسنقوم بتدمير مصدر إطلاق النار بصورة فورية». وأعلن يعلون أن «الجيش الاسرائيلي هاجم غزة هذا الليل لأننا نعتبر «حماس» مسؤولة عن كل ما يتم إطلاقه من غزة على إسرائيل. لن نسمح بأي شكل بحصول عمليات إطلاق نار بشكل منتظم على مواطنينا المدنيين وقواتنا». وأضاف يعالون «في هضبة الجولان أيضاً، سياستنا تقوم على عدم تجاهل أي إطلاق نار من سوريا على إسرائيل، سواء كان عرضياً أو لا، وسنرد بحزم». وتابع «بمجرد أن نحدد مصدر إطلاق النار، سندمره دون تردد، كما حصل مساء أمس (أول من أمس) وفي الحالات السابقة. نعتبر أن النظام السوري مسؤول عمّا يحصل على أراضيه، ولن نسمح بأن تتعرض إسرائيل لإطلاق صواريخ من دون أن ترد على ذلك».
في ظل هذه الأجواء، نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الجيش ينوي مواصلة شن هجمات «أكثر نوعية»، بالرغم من التفاهم القائم مع حركة «حماس». لكن رئيس الدائرة السياسية الامنية في وزارة الدفاع، اللواء عاموس جلعاد، أكد في حديث مع إذاعة الجيش أن تفاهمات وقف إطلاق النار مع قطاع غزة لا تزال قائمة، مضيفاً «إذا نظرنا إلى الوضع بشكل عام، فإن الهدوء قائم ومحافظ عليه». مع ذلك، أكّد جلعاد ضرورة عدم الاستهانة بهذه القذائف والصواريخ، لأنها موجهة ضدّ المدنيين. وتابع أن «عمليات إطلاق الصواريخ ليست حدثاً عابراً، ونحن معنيون تماماً بمعرفة الجهة التي قامت بالإطلاق، وهذا أمر يتعلق بعمل استخباري من حيث التنظيم، وحتى الشخص المسؤول عن الإطلاق». ودعا إلى أن «لا تسمح إسرائيل باستمرار إطلاق الصواريخ عليها، وعدم نسيان حقيقة أن المصريين يلعبون دوراً مهما ويساهمون مساهمة فعالة في ترسيخ الهدوء على الارض»، مشدداً على أن «الأساس هو الردع الذي ينتج عادة على خلفية العمليات العسكرية الناجحة».
وكانت جماعة سلفية متشددة في غزة قد أمطرت المنطقة الجنوبية المحتلة المحاذية للقطاع بعدة صواريخ على دفعتين، ردّاً على وفاة أسير فلسطيني في مستشفى إسرائيلي. وقالت جماعة «مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس» إنها «دكت مدينة سديروت اليهودية بستة صواريخ صباح اليوم (أمس)، في إطار الرد الذي قرر مجلس شورى المجاهدين توجيهه لليهود بعد جرائمهم المتوالية بحق الأسرى».