غادر الرئيس الأميركي باراك أوباما المنطقة، وسلّمها الى وزير خارجيته جون كيري الذي أجرى لقاءات مكوكية بين عمان والقدس المحتلة بغرض استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في غضون أشهر، على أن يعود أوباما الى المنطقة في الشهر السابع حاملاً خطة سلام إقليمية شاملة، ويبدو أنه نجح في حث الأطراف على إجراء لقاءات «استكشافية» في عمان خلال الأيام المقبلة. وكشف مصدر فلسطيني مطلع أن العاصمة الأردنية عمّان ستشهد خلال الأيام المقبلة لقاءات استكشافية بغرض استئناف المفاوضات برعاية أميركية أردنية مشتركة. وأكد أن كيري أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائهما في عمّان أول من أمس، ضرورة استئناف المفاوضات والعودة إلى طاولة الحوار بهدف كسر حالة الجمود السياسي بين الجانبين، ووعده بتقديم ورقة اقتراحات واضحة من الاحتلال حول موضوع الحدود والأمن. كذلك تضمن الاقتراح الأميركي وقف العمل ببناء المستوطنات التي من المتوقع أن تكون ضمن حدود الدولة الفلسطينية مع الاستمرار بالبناء في الأماكن التي ستكون خاضعة لإسرائيل، مع ضمان عدم الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة من قبل الاحتلال.
وذكر المصدر أن الجانب الفلسطيني طالب بأن يشمل تجميد البناء الاستيطاني كافة الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس المحتلة، وهو الأمر الذي رفضه الاحتلال بشدّة. وأوضح أن عباس قد أصرّ على أن يكون هناك اعتراف واضح بحدود الـ67 كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة.
وبعد لقائه أبو مازن في عمان، التقى كيري رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة. وشارك في اللقاء مع نتنياهو وزيرة العدل تسيبي ليفني، المسؤولة بتكليف من الحكومة عن المفاوضات مع الفلسطينيين، ومستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور والمبعوث الخاص لرئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو.
ويُعدّ اللقاء مع نتنياهو وأبو مازن رصاصة انطلاق سلسلة رحلات مكوكية يجريها كيري في المنطقة في الأشهر المقبلة. وقد خصص لنفسه من 3 الى 6 أشهر لتهيئة المنطقة لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، وحدد منذ الآن موعدين لزيارتين أخريين في المنطقة في نيسان وأيار.
وقال موظف أميركي رفيع المستوى، من دون ذكر اسمه، إن أوباما ووزير خارجيته يتوقعان من اسرائيل ومن الفلسطينيين على حد سواء اتخاذ خطوات لبناء الثقة تسمح بالعودة الى مفاوضات جدية ومستمرة بين الطرفين. وأضاف «نحن نؤمن بأنه يجب أن تتوافر أجواء إيجابية حول المحادثات، ويجب اتخاذ خطوات لبناء الثقة، كي يشعر الطرفان أن هذه مسيرة يمكنها أن تنجح».
من جهتها، ذكرت القناة العاشرة الاسرائيلية أن أوباما نجح في إقناع نتنياهو بتجميد مؤقت وصامت للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية خارج التجمعات الاستيطانية الكبرى، وهي «معاليه أدوميم» و«أرئيل» و«غوش عتصيون» والقدس المحتلة، موضحة أن هذا ليس قراراً رسمياً ولا يمكن أحداً تأكيد ذلك. وأوضحت القناة أن أوباما ووزير خارجيته أوضحا لعباس ونتنياهو أنه إذا التزم الطرفان بمواقفهما وسعيهما للسلام في غضون 6 أشهر، فإن أوباما وعدهما بأن يعود الى المنطقة في الشهر السابع مع خطة سلام إقليمية شاملة تعتمد على مبادرة السلام العربية بحيث تتضمن إشراك كافة الدول العربية في المنطقة، بما في ذلك السعودية.
لكن يبدو أن الفلسطينيين لا يعوّلون كثيراً على الجهود الأميركية، فقد نقلت صحيفة «هآرتس» عن موظف رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية قوله «في هذه اللحظة نهجنا هو عدم المبادرة. نحن ننتظر أجوبة من الأميركيين والاسرائيليين في الزمن القريب القادم».
وتسعى الادارة الأميركية الى تجنيد تركيا ودول عربية معتدلة كالأردن والسعودية ودول الخليج لدعم استئناف المسيرة السياسية، لأنها تعتقد أنه من دون دعم الدول العربية لا يمكن أبي مازن العودة الى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
(الأخبار)