بعدما كانت مقارّ الحزب الوطني المنحل أولى المقارّ المستهدفة خلال الثورة المصرية، حلت مقارّ جماعة الاخوان المسلمين مكانها بعد أكثر من عامين، في انعكاس واضح لإحساس فئات واسعة من المصريين بأن البلاد تُدار من قبل الاخوان، وتحديداً من المقر الرئيسي في المقطم، وليس من قصر الاتحادية حيث يوجد الرئيس محمد مرسي. وتحولت منطقة المقطم أمس إلى ساحة للاشتباكات العنيفة كان الرصاص جزءاً منها، ما أدى إلى سقوط قتيل واصابة ما يزيد على 70. الاشتباكات انطلقت بعد اعتداء مئات المجهولين على المتظاهرين الموجودين في منطقة النافورة في المقطم بالرصاص والحجارة. في المقابل، قذف المحتجون بالحجارة مجموعات من أعضاء الجماعة جاؤوا إلى المكان في حافلات ليشاركوا في حماية المقر. وأضرم المتظاهرون النيران في 4 باصات نقل كانت تقل أعضاءً من جماعة الإخوان المسلمين بالشوارع المحيطة بميدان المنطقة.
وبعد عمليات كرّ وفرّ متبادلة بين المحتجين وأنصار جماعة الإخوان الذين توافدوا إلى المقطم لحماية المقر، تمكن شباب الإخوان من السيطرة على منطقة الجبل أعلى مطلع المقطم ورشقوا المتظاهرين بالحجارة، فيما أكد شهود عيان لـ«اليوم السابع» مشاهدتهم تبادلاً لإطلاق أعيرة الخرطوش بين شباب الإخوان، وشباب ملثمين وسط المتظاهرين.
أما الشرطة، فلم تستفق لضرورة التدخل والفصل بين الطرفين إلا بعد تصاعد وتيرة الاشتباكات، فلجأت إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين أصيب العشرات منهم، بينهم المرشح الرئاسي السابق، خالد علي.
وإن كانت منطقة المقطم قد شهدت أعنف الاشتباكات، إلا أن مقارّ الجماعة في عدد من المناطق كانت في قلب الأحداث أمس أيضاً. ففي حيّ المنيل في القاهرة، أفاد شهود عيان بأن متظاهرين رشقوا مقر حزب الحرية والعدالة بالحجارة وحطموا بابه قبل أن تمنع الشرطة متظاهرين من اقتحام المقر.
أما مقرّ الحزب في مدينة المحلة الكبرى، فتعرض للاحتراق بعد رشقه بالزجاجات الحارقة والحجارة، فيما أفاد أحد الشهود بأن مجهولاً أطلق أعيرة نارية في الهواء، محاولاً إبعاد المتظاهرين الذين رددوا هتافات مناوئة للرئيس محمد مرسي.
المشهد نفسه انسحب على الإسكندرية، بعدما عمد عدد من المتظاهرين إلى اقتحام مقر حزب الحرية والعدالة في منطقة فلمنج وتحطيم جزء من محتوياته. أما في طنطا، فاقتحم متظاهرون مبنى المتحف المصري وكسّروا واجهاته بعد اعتقال عدد من المتظاهرين.
من وسط هذا الوضع المتأزم، وصلت حرب التصريحات المفبركة إلى مداها أمس، بعدما نسبت تصريحات إلى القيادى في جماعة الإخوان المسلمين، محمد البلتاجي على «تويتر» بأنه «إذا اقتحم المتظاهرون مكتب الإرشاد سنحول مصر إلى سوريا فى 24 ساعة». والأخير رأى في الأمر «محاولة مكشوفة لتبرير العنف الذي يمارسه البعض».
(أ ف ب، رويترز)