شددت صحيفة «هآرتس» على أهمية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل، وأكدت أنها تظهر مدى التزامه بأمنها «وبإزالة الوصمة» التي خلّفها امتناعه عن زيارتها في السابق، لكنها أكدت في المقابل أن «الزيارة لا تهدف ولا هي قادرة على تحريك العملية السياسية مع الفلسطينيين، إذ لا يحمل أوباما في جعبته أي خطة جديدة، كما أنه هو نفسه شدد في مقابلاته، ما قبل الزيارة، على وجوب خفص سقف التوقعات».
مع ذلك، حذرت «هآرتس» إسرائيل من الاستنتاج أنها معفاة من المبادرة الى خطوات سياسية مع الفلسطينيين، ربطاً بالموقف الاميركي غير الضاغط عليها، مشيرة الى أن «الضعف الذي أظهرته الادارة الاميركية حيال المفاوضات، يفرض على إسرائيل أن تبادر هي بنفسها إليها، لأن استمرار الاحتلال يؤثر سلباً على العلاقات بين الدولتين، وعلى مكانة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط، كما أنه يقضم الدعم الجماهيري الاميركي لإسرائيل».
وشددت الصحيفة على أن «كل ما تهدف إليه زيارة أوباما لإسرائيل هو التحلل من أعباء الصراع بين الطرفين»، مشيرة الى أن «أوباما لا يحتاج الى الالتزام بشيء أو عرض شيء أو الضغط أو الإقناع أو التهديد، فكل ما يريده هو أن يخطب ويصافح ويربت الأكتاف ويؤكد أنه زار إسرائيل، كي لا يضطر الى زيارتها في فترة ولايته الثانية».
من جهتها، رفضت صحيفة «معاريف» إطلاق صفة الزيارة السياحية على مجيء الرئيس الاميركي إلى إسرائيل والمنطقة، وأكدت بدورها أهميتها وتأثيرها، وتحديداً ما يرتبط بأكثر من ملف في الشرق الاوسط، لكنها أشارت الى أن الهدف الاساسي للزيارة هو تثبيت الواقع القائم والتحالف القوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل. مع ذلك، أكدت أن الزيارة لها تداعيات في اتجاهات أخرى في المنطقة، وتأتي في وقت حساس وحاسم، إذ «بعد عدة أشهر سيجري اتخاذ القرار بما يرتبط بمواجهة طموحات إيران النووية، إما باتجاه الحل الدبلوماسي، وإما باتجاه الخيارات العسكرية والحرب».
من جهتها، رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن خطأ أوباما الأساسي هو مجيئه الى المنطقة مع حقيبة مليئة بالكلمات ومن دون أفعال، مشيرة الى أن الشيء الوحيد الذي لم يعتن به أوباما خلال زيارته، هو وضع خطة سياسية، حتى من دون فرضها على الطرفين، «لكن كان بإمكانه أن يضع الخطة وأن يبدأ بتجنيد الرأي العام العالمي للدفع بها الى الأمام».
وشددت الصحيفة على أن أوباما يناقض في أفعاله أقواله التي أطلقها في بداية ولايته الاولى، من أنه «لا يجوز فقط أن نحلم، بل يجب علينا ذلك»، مشيرة الى أن «الزيارة وما فيها لن تساعد الطرفين، الاسرائيلي والفلسطيني، على الحلم، وعلى ما وعد به هو نفسه». وخلصت إلى القول: «حينما تنطفئ الأضواء ويرحل أوباما وينتهي المهرجان، ستبقى لدينا فرصة ضائعة، وستكون هذه المرة على اسم أوباما».
صحيفة «إسرائيل اليوم» تناولت الزيارة من خلال عرض وجهات النظر والخلافات حيال الملفات العالقة والمتأزمة في المنطقة، سواء باتجاه إيران أو سوريا أو النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وأشارت الى أن «الجانبين، إسرائيل والولايات المتحدة، متفقان على ضرورة صدّ المشروع النووي الايراني، إلا أن الخلاف في ما بينهما يتعلق بالخط الاحمر الذي يوجب استخدام القوة العسكرية ضد إيران، في حال قامت الاخيرة بتجاوزه».
أما لجهة الوضع في سوريا، فتشير الصحيفة الى أن «الولايات المتحدة تنظر الى قرار تدخلها أو عدم تدخلها في الحرب الدائرة في هذه الساحة من منظور مكانة أميركا في الشرق الاوسط، إلا أنه لا خلاف بين الجانبين حيال النظرة والرؤية الاستراتيجية في ما يرتبط بتأثير التطورات السورية على موقع إيران وحزب الله وحماس».
أما لجهة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، فتشدد الصحيفة على أن «الخلاف كبير جداً، لا سيما أن الاميركيين لا يصدقون رئيس الحكومة، نتنياهو، بأنه يريد فعلاً تحقيق حل الدولتين لشعبين».