«لو كنت أدري»، تلك العبارة التي أثارت ذات يوم زوبعة في لبنان، لعلها الأدق في التعبير عن لسان حال جورج بوش، بعد عقد كامل على غزوه العراق. تلك الحرب التي أريد لها أن تكون حجر الزاوية للعصر الأميركي الذهبي في المنطقة، تحولت إلى المطرقة التي دقت المسامير في نعش نفوذ العم سام فيها. بغداد، التي عولت واشنطن أن تكون حليفاً استراتيجياً لها، تحولت قاعدة لوجستية وظهيراً خلفياً للحلف المعادي.
إيران، التي كان يفترض أن تكون التالية على جدول الحروب الأميركية، اشتد عودها وتمدد نفوذها إلى دائرة أبعد من باكستان ولبنان ومصر واليمن وما بينها. سوريا، التي خيّرت في ذاك الحين بين الانصياع أو السقوط كأحجار الدومينو، صمدت 9 سنوات، قبل أن ينتقم راعي البقر منها عن طرده من بلاد الرافدين، من دون أن ينجح في تركيعها. حزب الله، الذي خيّل لـ«الإدارة» ذات يوم أنه سيكون ضحية ثانوية للعاصفة الأميركية في المنطقة، بات رقماً صعباً تحاذر إسرائيل إغضابه. حرب لم يبق منها إلا الأسرار التي تتكشف تباعاً، والاعترافات المتلاحقة بتلك الكذبة الكبرى التي جرت بواسطتها أميركا ما يعرف بـ«العالم الحر» لتدمير بلد، أرضاً وشعباً ومؤسسات، باسم الديموقراطية وحماية حقوق الإنسان