بعد مرور أكثر من عام على انتصار الثورة الليبية، بمساعدة غربية أبرزها فرنسية، قام الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، أمس، بزيارة الى طرابلس الغرب، التي يبدو أن مشاركة بلاده في تحريرها من نظام معمر القذافي قد أكسبته بعض المصالح الاقتصادية هناك. وحضر ساركوزي جانباً من اللقاء الموسع الذي نظمه المجلس المحلي لطرابلس الكبرى في مقره. وضم «اللقاء الترحيبي» رئيس وأعضاء المجلس، ورؤساء المجالس المحلية، ورؤساء القطاعات والفعاليات ومنظمات المجتمع المدني في العاصمة الليبية. وعبّر رئيس المجلس سادات البدري، خلال هذا اللقاء، عن شكر وتقدير الشعب الليبي لموقف الرئيس الفرنسي السابق وحكومته المؤيد لثورة 17 فبراير. وقال «إن الشعب الليبي وأهالي مدينة طرابلس لن ينسوا الموقف الفرنسي واستقبال فرنسا لوفد المجلس الانتقالي واعترافها به وتصويتها لقرار مجلس الأمن الذي جنّب مدينة بنغازي مجازر طاغوت العصر من الدمار».
من جانبه، عبّر ساركوزي عن سعادته بزيارة طرابلس واستقبال مجلسها المحلي ومشاركته الذكرى الثانية لثورة 17 فبراير وعن سعادته بنجاح هذه الثورة وإسقاط نظام الطاغية الذي حكم البلاد أكثر من أربعين عاما. وقال «إن كثيراً من شعوب العالم لم يتخيلوا، وإن دول العالم لم تصدق أنكم حققتم الانتصار وأنهيتهم هذا النظام، العالم أجمع اليوم ينظر إلى ليبيا، وإن فشلكم ستكون له تداعيات على كثير من دول العالم وعليكم أن تنجحوا من أجل ليبيا وإخوانكم العرب والعالم»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الليبية (وال).
ووصل ساركوزي الى طرابلس امس يرافقه وزير الخارجية السابق آلان جوبيه، ووزير سابق آخر من «الحركة من اجل حركة شعبية» الى مطار معيتيقة العسكري على متن طائرة خاصة استأجرتها ليبيا.
وبعد الاجتماع مع المجلس المحلي توجه ساركوزي الى احد فنادق العاصمة للاجتماع مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان. وبعد ذلك التقى أعضاء في المؤتمر الوطني العام (أعلن سلطة سياسية في البلاد).
وتتزامن زيارة ساركوزي مع الذكرى الثانية لبدء العمليات العسكرية التي شنها الحلف الاطلسي في 19 آذار 2011 عندما قصفت طائرات فرنسية قافلة لقوات القذافي على ابواب مدينة بنغازي (شرق) والتي كان يسيطر عليها الثوار.
وكانت فرنسا بقيادة ساركوزي الى جانب بريطانيا رأس حربة تدخل الحلف العسكري الاطلسي في ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافي.
(أ ف ب)